ماذا حدث؟
في 9 ديسمبر 2025، أثار إيلون ماسك صدمة عالمية خلال بودكاست مع كيتي ميلر على يوتيوب عندما سُئل عن “أسوأ اختراع أضرّ بالبشرية”، فأجاب بدون تردد: «الفيديوهات القصيرة»، مشيراً إلى تيك توك، إنستغرام ريلز، يوتيوب شورتس، وسناب شات.
وصفها بأنها «تعفّن عقول البشر» وتُسبب تشتتاً دائماً، وتُدرّب الدماغ على عدم التركيز أكثر من دقيقة. جاء التصريح بعد يوم واحد فقط من دخول الحظر الأسترالي على وسائل التواصل لمن هم دون 16 عاماً حيز التنفيذ، وأعلنت منصة X (تويتر سابقاً) التي يملكها ماسك التزامها الكامل بالقانون الأسترالي رغم معارضتها السابقة.
دراسة سويدية-أمريكية حديثة نشرت في Nature أكدت كلام ماسك، حيث وجدت أن كل ساعة إضافية يومية من الفيديوهات القصيرة تُزيد أعراض نقص الانتباه بنسبة 10%، وتفسر جزءاً كبيراً من ارتفاع تشخيص ADHD بين المراهقين خلال العقد الأخير.
لماذا هذا مهم؟
تصريح ماسك ليس مجرد رأي شخصي، بل صوت من داخل صناعة التكنولوجيا يعترف بأن المنصات التي يملك واحدة منها تُسبب ضرراً حقيقياً للعقول، خاصة جيل المراهقين الذين يقضون 5 ساعات يومياً في المتوسط على الفيديوهات القصيرة.
الدراسات العصبية تُثبت أن هذه المقاطع تُفرز دوباميناً سريعاً ثم انهياراً، مما يُعيد تدريب الدماغ على البحث عن تشتيت دائم، فيضعف القدرة على التركيز الطويل والتفكير العميق.
النتيجة ارتفاع عالمي في اضطرابات الانتباه والقلق والاكتئاب بين المراهقين بنسبة 30% منذ 2015، مع انخفاض متوسط زمن التركيز من 12 ثانية في 2000 إلى 8 ثوانٍ اليوم (أقل من سمكة الذهب).
تصريح مالك X يُضيف مصداقية للحملات العالمية ضد الإدمان الرقمي، ويُبرر قوانين مثل الحظر الأسترالي، ويُضعّف حجج الشركات التي تُدافع عن “الحرية الرقمية”.
ماذا بعد؟
خلال 2026، ستُنشر نتائج أولية للحظر الأسترالي، وإذا أظهر انخفاضاً في أعراض ADHD أو تحسّناً في الأداء الدراسي، ستُسرّع دول مثل نيوزيلندا وماليزيا وفرنسا وإسبانيا تطبيق قوانين مشابهة، مع احتمال حظر أوروبي موحّد بحلول 2027.
شركات مثل ميتا وتيك توك ستُجبر على إعادة تصميم خوارزمياتها، مع ظهور “وضع تركيز” إلزامي يُحدّ من الفيديوهات القصيرة.
في الولايات المتحدة، قد تُفرض قيود ولاياتية رغم معارضة ترامب، خاصة بعد تصريح ماسك.
بحلول 2030، إذا استمر الضغط، قد نرى انخفاضاً عالمياً في استخدام الفيديوهات القصيرة بنسبة 40%، مع عودة الكتب والأنشطة الواقعية.
في النهاية، كلام ماسك قد يكون نقطة تحول تاريخية، حيث يعترف أحد أكبر أباطرة التكنولوجيا بأن اختراعه “أسوأ ما أصاب البشرية”، مما يُسرّع ثورة عالمية لحماية عقول الجيل القادم.