هجوم إلكتروني يعطل مطارات أوروبا.. من ورائه؟

مطار أوروبي

ماذا حدث؟

في تصعيد أمني غير متوقع، تعرضت مطارات أوروبية رئيسية لهجوم إلكتروني يوم الجمعة 19 سبتمبر 2025، أدى إلى تعطيل أنظمة تسجيل الركاب والصعود إلى الطائرات، مما تسبب في تأخيرات وإلغاءات واسعة النطاق يوم السبت 20 سبتمبر.

أكد مطار برلين-براندنبورغ أن الهجوم استهدف شركة كولينز إيروسبيس (Collins Aerospace)، الموردة لأنظمة الخدمات الجوية، مساء الجمعة، مما دفع المطار إلى فصل الأنظمة المتضررة للحد من الانتشار.

في بروكسل، ألغي 9 رحلات وأُجّل 15 أخرى، مع اللجوء إلى إجراءات يدوية للتسجيل.

أما مطار هيثرو في لندن، فحذر من تأخيرات محتملة بسبب “مشكلة تقنية” في المورد الخارجي، مع تأكيد أن الهجوم لم يستهدف المطارات مباشرة بل أثر عليها غير مباشر. أعلنت الشركة الأم RTX عن “اضطراب إلكتروني” في برمجياتها، ووصفت السلطات في بروكسل وبرلين الضرر بأنه “كبير”، مع طلب إلغاء 50% من الرحلات في بروكسل بين 4 صباحاً و12 ظهراً بتوقيت غرينتش.

لم تُحدد الجهات المسؤولة عن الهجوم، ولم توجه اتهامات رسمية، لكن التحقيقات جارية لتحديد الجهة الدافعة، وسط مخاوف من هجوم مدعوم من دولة أو مجموعات إجرامية.

لماذا هذا مهم؟

يُعد هذا الهجوم تذكيراً خطيراً بضعف البنية التحتية الرقمية في قطاع الطيران، الذي يعتمد على أنظمة مترابطة عابرة للحدود، حيث أثر على ملايين الركاب في أكبر المطارات الأوروبية، مما يُعيق حركة السفر والتجارة في قارة تعتمد على الطيران بنسبة 80% من نقل الركاب.

أهمية الهجوم تكمن في أنه يأتي في سياق تصعيد الهجمات الإلكترونية العالمية، حيث استهدف مورداً رئيسياً مثل كولينز إيروسبيس، الذي يخدم شركات طيران متعددة، مما يُظهر كيف يمكن لهجوم واحد أن يُشلل شبكة أوروبية كاملة، مع خسائر اقتصادية تصل إلى ملايين اليورو يومياً من التأخيرات.

كما يُثير تساؤلات أمنية حول الجهة المسؤولة، سواء كانت مجموعة إجرامية تطلب فدية أو هجوماً مدعوماً من دولة مثل روسيا أو إيران، في ظل التوترات الجيوسياسية، مما يُعزز الحاجة إلى تعزيز الدفاعات الرقمية في الاتحاد الأوروبي.

بالإضافة إلى ذلك، يُفاقم الضرر الإنساني، حيث يُعيق السفر للمرضى والسياح، ويُذكّر بأزمات سابقة مثل هجوم نوفمبر 2023 على مطارات أوروبية، مما يُضعف الثقة في النظام الجوي ويُهدد الاقتصاد الأوروبي الذي يعتمد على الطيران بنسبة 4% من الناتج المحلي.

ماذا بعد؟

مع استمرار التحقيقات، يُتوقع أن تعلن السلطات الأوروبية، بما في ذلك Europol، نتائج أولية خلال أيام، ربما تكشف عن هجوم فدية أو مدعوم من دولة، مما قد يؤدي إلى عقوبات مشتركة أو تعزيز التعاون الدولي في الأمن الرقمي.

سيعمل المورد كولينز إيروسبيس على استعادة الأنظمة خلال ساعات، لكن التأخيرات قد تمتد إلى أيام، مع إلغاء المزيد من الرحلات وخسائر تصل إلى 100 مليون يورو يومياً.

على المدى القريب، ستُنصح الركاب بالتحقق من حالة الرحلات وتجنب المطارات المتضررة، بينما يُعزز الاتحاد الأوروبي الدفاعات الرقمية عبر NIS2 Directive، مع تدريبات للانتقال إلى الإجراءات اليدوية.

طويلاً، قد يُحفّز الهجوم مراجعة شاملة لأمن الطيران، مما يُعجّل بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف عن التهديدات، لكن دون حلول جذرية، سيظل القطاع عرضة للاضطرابات، مما يُهدد الاقتصاد العالمي.

في النهاية، يُمثل هذا التحدي فرصة لتعزيز الاستعداد، لكن الفشل في الكشف عن الجهة المسؤولة قد يُشجع على هجمات أكبر.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *