كيف تشتري الصين النفط الإيراني رغم العقوبات؟

الرئيس الصيني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ماذا حدث؟

رغم العقوبات الأمريكية الصارمة على إيران، تشتري الصين ما يقارب 90% من صادراتها النفطية، بقيمة تصل إلى 43 مليار دولار سنوياً، وفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

في أكتوبر 2025، كشفت تقارير لـ”وول ستريت جورنال” عن آلية سرية تشبه المقايضة، حيث يُشحن النفط الإيراني إلى الصين عبر “أسطول الظل” (سفن غير مسجلة)، ويُعاد تسميته كـ”نفط ماليزي أو شرق أوسطي” لتجنب الكشف.

يتم الدفع عبر شركة Sinosure (تأمين التصدير الصيني) وكيان مالي سري يُدعى Chuxin، غير مدرج في قوائم البنوك الصينية، حيث يُحول 8.4 مليار دولار سنوياً إلى مشاريع بنية تحتية في إيران.

استخدمت المصافي الصغيرة “الأباريق” في الصين 90% من الشحنات، لكنها توقفت مؤقتًا في 2024 بسبب عقوبات جديدة، قبل استئنافها عبر نقل بين السفن وتخفيضات أسعار تصل إلى 6 دولارات للبرميل.

في يونيو 2025، أكد ترامب أن الصين “يمكنها مواصلة الشراء”، لكن البيت الأبيض شدد على استمرار العقوبات.

لماذا هذا مهم؟

تمثل هذه الآلية انتصارًا اقتصاديًا لإيران، التي تعتمد على النفط لـ90% من إيراداتها، مما يُحافظ على احتياطياتها النقدية رغم العقوبات التي أدت إلى انكماش الاقتصاد بنسبة 7% في 2024.

بالنسبة للصين، التي تستورد 10% من نفطها من إيران، توفر الطريق الشحني السري تكاليف أقل وتُقلل الاعتماد على قنوات السويس المهددة، مما يعزز “طريق الحرير” الجديد.

هذا يُعمق الروابط بين طهران وبكين، الخصمين الرئيسيين لواشنطن، ويُثبت فشل العقوبات الأمريكية في عزل إيران، حيث بلغت صادراتها القياسية في 2025 رغم الضغوط.

كما أن استخدام “أسطول الظل” وChuxin يُظهر كيف تُحوِّل الصين العقوبات إلى فرص، مما يُهدِّد النظام المالي الدولي ويُشجِّع دولًا أخرى على تجاهل القيود الأمريكية.

ماذا بعد؟

مع استمرار العقوبات، قد تُشدِّد واشنطن الإجراءات ضد Sinosure وChuxin، لكن الصين ستُوسِّع “الأسطول المظلم” وتُخفِّض الأسعار أكثر للحفاظ على التدفق.

إيران، بدورها، ستُركِّز على تنويع عملائها، لكن الصين تبقى الشريك الرئيسي. على المدى الطويل، قد يُؤدي هذا إلى حرب تجارية أوسع، مع ردود صينية على الرسوم الأمريكية، مما يُرفع أسعار الطاقة العالمية.

دوليًا، قد يُشجِّع الاتفاق دولًا مثل الهند على الالتفاف على العقوبات، مما يُضعف فعاليتها.

إذا نجحت الصين في الالتفاف، قد تُعزز نفوذها الاقتصادي، لكن أي تصعيد أمريكي قد يُعيد إحياء التوترات النووية حول إيران.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *