الممرات البديلة.. كيف دفعت الحروب التجارة العالمية للتأقلم؟

الممرات البديلة.. كيف دفعت الحروب التجارة العالمية للتأقلم؟

ماذا حدث؟

شهدت التجارة العالمية اضطرابات كبيرة في السنوات الأخيرة، أدت إلى تطوير ممرات بديلة لتجنب الاعتماد على الطرق التقليدية.

في مارس 2021، أغلقت سفينة “إيفرغيفن” قناة السويس لستة أيام، مما عطل 12% من التجارة العالمية وخلق خسائر يومية بلغت 9 مليارات دولار.

تلتها هجمات الحوثيين في البحر الأحمر منذ أكتوبر 2023، التي أجبرت 30% من السفن على طريق رأس الرجاء الصالح، مما زاد التكاليف 30% وزمن النقل بنسبة 40%.

ردًا على ذلك، أعلنت دول كبرى مشاريع جديدة: ممر IMEC الأمريكي في 2023، يربط الهند بالإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل إلى أوروبا عبر سكك حديدية وموانئ بتكلفة 20 مليار دولار، وممر التنمية التركي عبر العراق، الذي أكمل 60% من تصاميمه، وممر الصيني “الحزام والطريق”، الذي يمتد عبر آسيا الوسطى والقوقاز، وممر الشمال الروسي عبر القطب الشمالي.

هذه الممرات تعتمد على بنى مادية ورقمية لتسهيل الجمارك والتجارة.

لماذا هذا مهم؟

أجبرت الحروب والحوادث الاقتصاد العالمي على التأقلم، حيث يمر 30% من الحاويات عبر السويس، وأدى تعطيلها إلى تضخم عالمي ونقص في الإمدادات.

الممرات الجديدة تُقلل التكاليف بنسبة 30% وتُسرع النقل بنسبة 40%، مُعززةً الازدهار، لكنها تُعيد توزيع النفوذ: IMEC يُقوي التحالف الأمريكي-الإسرائيلي-الخليجي ضد الصين، بينما “الحزام والطريق” يُوسع نفوذ بكين في أفريقيا وآسيا.

التحديات الأمنية، مثل الهجمات في البحر الأحمر، والديون في الدول النامية، تُهدد الاستقرار، مُذكرًا بأن التجارة أصبحت أداة جيوسياسية، حيث تُستخدم الممرات لتعزيز التحالفات وتقليل الاعتماد على نقاط الضعف.

ماذا بعد؟

ستُكمل المشاريع بحلول 2030، مع تفعيل IMEC جزئيًا في 2026 لربط الهند بالخليج، مُعززًا التجارة بنسبة 3 أضعاف بحلول نهاية العقد، وفق تقرير البنك الدولي.

“الحزام والطريق” سيُوسع نفوذ الصين رغم العقوبات، بينما يُعتمد ممر الشمال الروسي على المناخ الدافئ للصيف.

المنافسة ستُعيد رسم الخرائط التجارية، مُقللةً الاعتماد على السويس، لكن التوترات الجيوسياسية قد تُعيق التنفيذ.

على المدى الطويل، تُعزز الممرات التنمية العالمية، لكن الفشل يُفاقم التصعيد، مُذكرًا بضرورة تعاون دولي لاستدامة التجارة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *