من “سينيت” إلى “الثعبان”.. ألعاب الفراعنة تعود للحياة داخل المتحف المصري الكبير

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

افتتح المتحف المصري الكبير مساء السبت كأضخم صرح أثري في التاريخ الحديث، يضم أكثر من 100 ألف قطعة نادرة تجسد عبقرية المصري القديم، ومن بينها 5 ألعاب فرعونية استثنائية تستعد لجذب أنظار العالم بإبداعها وفرادتها.

“سينيت”.. لعبة الملوك والخلود

أكد خبير المصريات الدكتور رشاد عبد الرحمن أن لعبة “سينيت” من أشهر ألعاب مصر القديمة، واسمها بالهيروغليفية يعني “المرور”، في إشارة لرحلة الروح في العالم الآخر.

وأوضح في تصريحات لوسائل إعلام عربية أن نماذج متعددة منها، بينها قطع من مقبرة توت عنخ آمون، ستُعرض داخل المتحف، مشيرًا إلى أنها كانت تُعرف بـ”لعبة الملوك” لشعبيتها بين الصغار والكبار، رغم أن قواعدها الدقيقة لا تزال مجهولة حتى اليوم.

“رقصة الأقزام”.. العرائس الأولى في التاريخ

أوضح عبد الرحمن أن من بين الألعاب المعروضة لعبة “رقصة الأقزام”، التي وُجدت رسوماتها داخل مقبرة لطفلة تُدعى حابي.

اللعبة مصنوعة من العاج المنحوت وتضم ثلاثة أقزام مرتبطين بخيوط تمر عبر ثقوب دقيقة تلتف حول بكرة تحركهم كأنهم يرقصون، وتشبه إلى حد كبير العرائس المتحركة الحديثة، ما يعكس إبداع المصريين القدماء وتقدمهم الفني.

الطائر الخشبي.. أول ألعاب الطيران

من جانبه، أوضح خبير ترميم الآثار الدكتور أنس الخولي أن اللعبة الثالثة هي طائر خشبي بأجنحة متحركة بواسطة خيوط دقيقة، مصنوع من العاج الذي حفظه من التلف عبر الزمن، مشيرًا إلى أنها تجسد اهتمام المصريين القدماء بالأطفال والترفيه، وهو ما تواصله الدولة اليوم عبر متحف الطفل التابع للمتحف الكبير.

“الكلاب وابن آوى”.. الشطرنج الفرعوني

اللعبة الرابعة، بحسب الخولي، تشبه الشطرنج في زمننا الحالي، وكانت تتألف من 10 دبابيس عاجية، نصفها على هيئة كلاب والنصف الآخر على شكل “ابن آوى”.

وكان الهدف منها أن يصل كل لاعب إلى نقطة النهاية على الرقعة قبل منافسه، عبر رمي “الزهر” لتحديد عدد الحركات. وسيُعرض نموذج أصلي منها داخل المتحف ضمن مقتنيات الملوك.

“الثعبان”.. متاهة التحدي والمهارة

أما اللعبة الخامسة فهي لعبة الثعبان، وهي لوحة مستديرة ملتفة بشكل حلزوني، تُستخدم فيها كرات صغيرة تُصوَّب نحو منتصف اللوح لتسقط داخل ثقب دائري في المركز.

ويؤكد الخولي أن هذه اللعبة تكشف عن روح التحدي والدقة لدى المصريين القدماء، الذين سبقوا العالم في ابتكار وسائل الترفيه بأساليب تجمع بين المهارة والمتعة.

ماذا بعد؟

بهذه الألعاب الخمس، يعيد المتحف المصري الكبير تقديم مشهد نادر من حياة المصريين القدماء، الذين لم يكونوا فقط بناة حضارة ومعابد، بل أيضًا مبتكري أولى الألعاب الترفيهية في التاريخ، تلك التي ما تزال تلهم العالم حتى اليوم.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *