ماذا حدث؟
في خطوة وُصفت بأنها الأضخم في عالم التكنولوجيا خلال العام، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب توقيعه أمرًا تنفيذيًا يضع حدًا للجدل المستمر حول مصير تطبيق “تيك توك” داخل الولايات المتحدة، مؤكّدًا أن الاتفاق الجديد يضمن استمرار المنصة الشهيرة تحت إدارة أميركية بالكامل، وبقيمة تصل إلى نحو 14 مليار دولار.
صفقة على الطاولة
وكشف نائب الرئيس جيه دي فانس عن الرقم للمرة الأولى خلال إحاطة بالبيت الأبيض، موضحًا أن الشركة الأميركية الجديدة التي ستدير “تيك توك” ستُقدّر قيمتها بـ14 مليار دولار.
وأشار إلى أن المفاوضات مع الجانب الصيني واجهت بعض المقاومة، لكن الإدارة الأميركية كانت مصممة على تحقيق هدفين أساسيين: الإبقاء على التطبيق، وحماية خصوصية بيانات المواطنين الأميركيين وفق ما يفرضه القانون.
لماذا هذا مهم؟
ترامب أكد أن الصفقة جاءت بموافقة مباشرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، بعد مكالمة هاتفية وصفها بـ”الجيدة”، مشيرًا إلى أن نظيره الصيني أعطى الضوء الأخضر للمضي قدمًا في الاتفاق.
وبذلك، ينتهي فصل طويل من الشد والجذب بين واشنطن وبكين بشأن مستقبل التطبيق.
وشدد الرئيس الأميركي على أن “تيك توك” سيصبح أميركي الإدارة بالكامل، كاشفًا عن دخول عدد من كبار المستثمرين العالميين في الصفقة، بينهم مايكل ديل وروبرت مردوخ، إضافة إلى أربعة أو خمسة أسماء بارزة أخرى.
وفي المقابل، لم يصدر عن الشركة أي تعليق رسمي بشأن ما أعلنه ترامب.
الأرقام تتحدث
التطبيق الذي أصبح محور جدل سياسي وأمني يضم حاليًا نحو 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة وحدها، بينما يتابع حساب ترامب الشخصي أكثر من 15 مليون مستخدم.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ أطلق البيت الأبيض الشهر الماضي حسابًا رسميًا على المنصة، في إشارة إلى أهميتها كأداة للتواصل مع الشارع الأميركي.
من بايدن إلى ترامب.. مسار متقلب
الملف لم يكن جديدًا على الساحة الأميركية. فالرئيس السابق جو بايدن كان قد وقّع تشريعًا يُلزم شركة “بايت دانس” الصينية ببيع أصول “تيك توك” لشركة أميركية أو مواجهة حظر شامل في البلاد.
غير أن ترامب، الذي يقضي ولايته الثانية حاليًا، اختار نهج الأوامر التنفيذية التي سمحت للتطبيق بالاستمرار، إلى أن توصّلت إدارته إلى الاتفاق الحالي الذي يضع “تيك توك” تحت المظلة الأميركية رسميًا.
ماذا بعد؟
الصفقة التي أبرمها ترامب لا تغلق ملف “تيك توك”، بل تفتح مرحلة جديدة من الرقابة داخل الولايات المتحدة.
وبينما يضمن الاتفاق إدارة أميركية للتطبيق، يظل الجدل قائمًا حول حماية بيانات المستخدمين ورد بكين على فقدان نفوذها، فيما يبقى “تيك توك” ساحة لصراع تكنولوجي متجدد بين واشنطن وبكين.