تسليم المعابد.. هل يصبح اليهود جزءًا من سوريا الجديدة؟

تسليم المعابد.. هل يصبح اليهود جزءًا من سوريا الجديدة؟

ماذا حدث؟

في ديسمبر 2025، سجّلت مجموعة من اليهود السوريين الأمريكيين رسمياً “مؤسسة التراث اليهودي في سوريا” كأول منظمة يهودية قانونية في البلاد بعد سقوط نظام الأسد.

يقود المؤسسة هنري حمرا، ابن آخر حاخام غادر سوريا في التسعينيات، الذي زار دمشق وحلب أربع مرات منذ ديسمبر 2024 ضمن وفود أمريكية.

الهدف ترميم المعابد اليهودية المهملة أو المدمرة خلال الحرب، وإعادة افتتاحها للزيارات الدينية والسياحية، مع تجهيز كنيس في حلب مغلق منذ عقود، وخطط للقامشلي.

أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات (مسيحية) أن “اليهود السوريين جزء لا يتجزأ من النسيج السوري”، مرحبة بعودتهم لبناء سوريا الجديدة.

الرئيس أحمد الشرع التقى قادة يهوديين، وتعهد بحماية الأقليات، رغم مخاوف من خلفيته الإسلامية السابقة.

لماذا هذا مهم؟

اليهود السوريون كانوا 100 ألف في بداية القرن العشرين، انخفضوا إلى بضعة آلاف تحت الأسد بسبب القيود والخوف من الاتهام بالتجسس، ثم غادروا معظمهم بعد 1992.

اليوم، لا يوجد يهود تقريباً في سوريا، لكن ترميم المعابد يُمثل خطوة رمزية لسوريا الجديدة نحو الشمولية، خاصة مع عنف طائفي سابق ضد العلويين والدروز والمسيحيين.

التسجيل يُظهر استعداد الحكومة لاستقطاب الشتات السوري، بما في ذلك اليهود الأمريكيين، لإعادة الإعمار والاستثمار.

يُعزز صورة الشرع كقائد يسعى للتعايش، رغم مخاوف من عدم تمثيل الأقليات في المناصب العليا (قبوات الوحيدة المسيحية).

هذا يُساعد في تحسين العلاقات مع الغرب، خاصة أمريكا، ويُقلل من اتهامات التمييز الطائفي، مما يُدعم رفع العقوبات المتبقية.

ماذا بعد؟

خلال 2026، ستُرمم المعابد في دمشق وحلب والقامشلي، مع تنظيم زيارات دينية أولى ليهود الشتات، ربما بحماية حكومية. إذا نجحت، قد تُشجع عودة بعض العائلات أو استثمارات يهودية أمريكية في السياحة الدينية.

الحكومة ستُوسّع التمثيل للأقليات في المناصب لتعزيز الثقة، مع حملات إعلامية تُروّج لـ”سوريا الفسيفساء”.

دولياً، ستُدعم أمريكا المبادرة لتحسين صورة الشرع، مع مراقبة أوروبية للحماية.

إذا استمر العنف الطائفي، قد تتردد الجالية في العودة، لكن النجاح سيُجعل اليهود جزءاً رمزياً من سوريا الجديدة، مُساهمين في التنوع والإعمار دون وجود دائم.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *