بلا حماس ولا نتنياهو.. مصر تستعد لقمة السلام في شرم الشيخ

بلا حماس ولا نتنياهو.. مصر تستعد لقمة السلام في شرم الشيخ

ماذا حدث؟

أعلنت الرئاسة المصرية عن عقد “قمة شرم الشيخ للسلام” يوم الاثنين 13 أكتوبر، برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من 20 دولة، بما في ذلك إيمانويل ماكرون من فرنسا، وبيدرو سانشيز من إسبانيا، وجورجيا ميلوني من إيطاليا، بالإضافة إلى ممثلين من بريطانيا، وألمانيا، وقطر، والأردن، وتركيا، والسعودية، والإمارات، وإندونيسيا، وباكستان.

تأتي القمة في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر بعد مفاوضات غير مباشرة في شرم الشيخ برعاية مصرية-قطرية-أمريكية، ويشمل تبادل الرهائن (20 إسرائيلياً حياً ورفات متوفين مقابل 250 فلسطينياً من أصحاب أحكام المؤبد و1700 معتقل من غزة) وانسحاب جزئي إسرائيلي وتدفق مساعدات.

غابت حماس عن مراسم التوقيع، رافضة نزع سلاحها، مشددة على أنه “شرعي للدفاع”، بينما أكدت موافقتها على تسليمه لهيئة فلسطينية-مصرية بإشراف دولي.

كما أفاد موقع أكسيوس أن نتنياهو لن يحضر، رغم خطاب ترامب أمام الكنيست يوم الاثنين قبل الزيارة المصرية، مع وصول قوات أمريكية إلى إسرائيل للإشراف على المرحلة الأولى، وسط عودة آلاف النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة.

لماذا هذا مهم؟

تُعد القمة خطوة حاسمة في تنفيذ خطة ترامب الـ20 نقطة لإنهاء حرب غزة بعد عامين من الدمار الذي أودى بحياة عشرات الآلاف ونزح ملايين، حيث تركز على تثبيت وقف النار، إعادة الإعمار بمليارات الدولارات، وتشكيل هيئة انتقالية للحكم دون وصاية أجنبية، كما رفضت حماس وفصائل فلسطينية أي تدخل خارجي.

أهميتها تكمن في تعزيز دور مصر كوسيط حيادي، مستفيدة من موقعها الجيوسياسي لجذب دعم دولي واسع، مما يفتح صفحة جديدة للأمن الإقليمي بعيداً عن نفوذ حماس أو نتنياهو، الذي يواجه ضغوطاً داخلية.

إقليمياً، تعكس غياب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي المباشرين تحولاً نحو إدارة دولية تضمن السلام، مع دعم أوروبي-عربي يقلل الاعتماد على واشنطن وحدها، ويمهد لتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية.

اقتصادياً، ستحشد تمويلات لإعادة بناء غزة، مما يخفف الأزمة الإنسانية ويعزز الاستقرار، بينما سياسياً، يعزز إرث ترامب كـ”صانع سلام” بعد فشله في أوكرانيا، ويحمي مصر من تداعيات النزاع على حدودها.

ماذا بعد؟

مع انعقاد القمة غداً، من المتوقع إصدار بيان مشترك يحدد آليات المرحلة الثانية، بما في ذلك نزع سلاح حماس تدريجياً تحت إشراف هيئة فلسطينية-مصرية، وبدء إعادة الإعمار بتمويل دولي يصل إلى عشرات المليارات، مع نشر قوة استقرار دولية مؤقتة.

قد تواجه المفاوضات تعقيداً أكبر، خاصة حول الحكم في غزة ورفض حماس لأي “وصاية أجنبية”، مما يتطلب تنازلات أمريكية لضمان التزام إسرائيل بالانسحاب الكامل.

إذا نجحت المفاوضات، ستفتح أبواب عودة اللاجئين وإعادة بناء، مع توسيع السلام إلى لبنان وسوريا، لكن الفشل يهدد بعودة التصعيد إذا استغل نتنياهو الغموض.

في النهاية، تعتمد النتائج على قدرة السيسي وترامب على فرض إرادة دولية، مما قد يحول شرم الشيخ إلى رمز لـ”الشرق الأوسط الجديد”، بعيداً عن اللاعبين التقليديين.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *