أزمة دبلوماسية بين لبنان وأمريكا.. ما دور قائد الجيش؟

أزمة دبلوماسية بين لبنان وأمريكا.. ما دور قائد الجيش؟

ماذا حدث؟

في 18 نوفمبر 2025، ألغت الولايات المتحدة فجأة جميع الاجتماعات المقررة في واشنطن مع قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، مما أدى إلى إلغاء الزيارة بأكملها.

جاء القرار بعد ساعات من بيان أصدره الجيش الأحد ينتقد فيه “الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية” واستهداف دورية لليونيفيل، دون أن يذكر أي كلمة عن خرق حزب الله لاتفاق وقف إطلاق النار أو إعادة تسليحه في الجنوب.

اعتبرت واشنطن البيان “انحيازاً واضحاً ضد إسرائيل” وتجاهلاً متعمداً لدور حزب الله، فأبلغت بيروت الرسمية بالإلغاء مباشرة.

هاجم السيناتوران ليندسي غراهام وجوني إرنست قيادة الجيش علناً، وقال غراهام إن “الجيش اللبناني لم يعد استثماراً جيداً لأمريكا”، فيما وصفت إرنست الموقف بـ”المخزي”.

لماذا هذا مهم؟

الجيش اللبناني هو المؤسسة الوحيدة التي تقبلها واشنطن وتل أبيب كطرف قادر على نزع سلاح حزب الله جنوب الليطاني بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعتاه أمريكا وفرنسا قبل عام.

الولايات المتحدة قدمت أكثر من ثلاثة مليارات دولار للجيش على مدى عقدين ليصبح بديلاً قوياً عن الحزب، لكن البيان الأخير أظهر أن القيادة لا تزال تتجنب مواجهة حزب الله علناً خوفاً من انقسام داخلي أو صدام مباشر.

الإلغاء العلني والقاسي يُعد رسالة أمريكية مباشرة إلى قائد الجيش شخصياً بأن المساعدات والدعم السياسي لم يعودا مضمونين إذا لم يبدِ استعداداً حقيقياً لتنفيذ التزامات لبنان بنزع السلاح غير المصرح به.

كما يفتح الباب أمام مراجعة شاملة للمساعدات الأمريكية للبنان في الكونغرس خلال الأشهر المقبلة.

ماذا بعد؟

خلال الأسابيع القليلة القادمة، ستضغط واشنطن على بيروت لتصدر توضيحاً رسمياً أو خطوات عملية ميدانية تثبت جدية الجيش في مصادرة أسلحة حزب الله جنوباً، وإلا ستُجمّد جزءاً من المساعدات العسكرية لعام 2026.

قائد الجيش سيحاول امتصاص الصدمة بزيارات أوروبية (فرنسا وبريطانيا) لتأمين بدائل تمويلية، لكن قدرته على المناورة ضيقة جداً بسبب التوازن الداخلي الهش.

إذا استمر الجيش في تجنب المواجهة المباشرة مع الحزب، فقد تتحول الأزمة إلى قطع كامل للمساعدات الأمريكية، مما يضعف الجيش ويُعزز نفوذ حزب الله أكثر.

في المقابل، أي خطوة عملية لنزع السلاح قد تُشعل مواجهة داخلية لا يريدها أحد، والنتيجة: لبنان أمام مأزق وجودي، والجيش بات في قلب عاصفة لن تهدأ قريباً.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *