معركة السماء تبدأ.. هل يحمي “جدار المسيرات” أوروبا من أسراب الطائرات الروسية؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا يحدث؟

في ظل تزايد التهديدات الجوية غير التقليدية، تبحث دول الاتحاد الأوروبي مشروعًا دفاعيًا جديدًا يحمل اسم “جدار الطائرات المسيرة”، يُخطط له أن يكون منظومة متعددة الطبقات تضم رادارات وكاميرات وأنظمة اعتراض متطورة، بهدف مواجهة الطائرات بدون طيار التي أصبحت تمثل صداعًا أمنيًا متصاعدًا داخل القارة.

تهديدات متزايدة

تأتي هذه الخطوة بعد سلسلة حوادث لتحليق مسيرات فوق مطارات في الدنمارك والنرويج ومناطق أوروبية أخرى، وهو ما جعل قضية الدفاع الجوي ضد هذه التكنولوجيا أولوية ملحة لقادة الاتحاد الأوروبي، الذين من المقرر أن يناقشوا الخطة خلال اجتماع الجمعة المقبل.

سباق مع الزمنالتقرير الذي نشرته صحيفة التلغراف البريطانية أكد أن التحدي الأكبر أمام أوروبا لا يكمن في وضع التصورات، بل في سرعة التنفيذ لمجاراة حجم الهجمات المتزايدة.

فالمطلوب ليس مجرد شبكة مراقبة، بل خط دفاع متكامل قادر على رصد وإسقاط أسراب الطائرات الروسية بدون طيار التي تستهدف أراضي الاتحاد.

عقبة المجر

غير أن المشروع الطموح يواجه معضلة سياسية داخلية، إذ ترفض المجر، الحليف الأقرب لموسكو في الاتحاد، المشاركة فيه، ما يعني ترك فجوة جغرافية هائلة تبلغ نحو 96 ألف كيلومتر مربع في قلب أوروبا، وهو ما قد يفرغ “جدار المسيرات” من فعاليته المرجوة.

هواجس أمنية

خبراء الأمن في بروكسل يرون أن أي تأخير في بناء المنظومة قد يضع أوروبا أمام مخاطر مشابهة للهجوم بالطائرات الروسية بدون طيار على بولندا في 9 سبتمبر الماضي.

بل إن بعضهم حذّر من أن يتحول “الجدار” إلى نسخة حديثة من “خط ماجينو”، إذا لم يُدعَم بخطط هجومية أكثر صرامة، مثل إسقاط الطائرات قبل دخولها أجواء الناتو والاتحاد الأوروبي.

لماذا هذا مهم؟

المقارنة مع “خط ماجينو” ليست عابرة. فالخط الدفاعي الفرنسي الذي شُيّد قبل الحرب العالمية الثانية بمزيج من المخابئ والتحصينات والمدافع وحقول الألغام، كان يُفترض أن يمنع الغزو الألماني.

لكن عام 1940، نجحت قوات هتلر في تجاوز هذا الحاجز عبر غابة آردين وبلجيكا، لينهار المشروع الذي عُدّ آنذاك حصنًا منيعًا.

واليوم، يخشى الأوروبيون أن يعيد التاريخ نفسه مع “جدار المسيرات” إذا لم يكن أكثر مرونة وفاعلية.

ماذا بعد؟

يبقى السؤال الأهم: هل ينجح “جدار المسيرات” في حماية الأجواء الأوروبية، أم يتحول إلى عبء جديد يشبه “خط ماجينو” الذي سقط أمام أول اختبار حقيقي؟ فالمشروع يظل رهينًا بسرعة التنفيذ، وتوحيد الموقف السياسي داخل الاتحاد، وقدرة القارة على الجمع بين الدفاع والهجوم معًا.

وبين تهديدات الطائرات الروسية بدون طيار وتردد بعض العواصم الأوروبية، يبدو أن معركة السماء لم تبدأ بعد، وما هو قادم قد يكون أكثر حسمًا وخطورة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *