مركبات عضوية على كوكب K2‑18b.. هل اقتربنا من اكتشاف حياة فضائية؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في تطور علمي مثير، رصد علماء الفلك إشارات كيميائية غير معتادة في الغلاف الجوي لكوكب بعيد يُدعى K2‑18b، ما أعاد إشعال الجدل حول احتمالية وجود حياة خارج كوكب الأرض.

وتمكنت فرق البحث من التقاط آثار لمادتين كيميائيتين تُعرفان باسم “ثنائي ميثيل السلفيد” (DMS) و”ثنائي ميثيل ثاني السلفيد” (DMDS)، وهما مركّبان يرتبط ظهورهما عادة بالكائنات الحية الدقيقة على الأرض، ما جعل الاكتشاف محط اهتمام المجتمع العلمي العالمي.

موقع فريد وظروف مثالية

ويقع الكوكب K2‑18b على بعد 124 سنة ضوئية من الأرض، وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أنه ربما مغطى بالكامل بمحيطات من المياه السائلة، ويمتلك غلافًا جويًا غنيًا بعنصر الهيدروجين، ما يعزز من قابليته لاستضافة أشكال من الحياة.

تلسكوب “جيمس ويب” يدخل المشهد

الاكتشاف اللافت جاء باستخدام تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي، الذي يُعد الأدق والأقوى في العالم حاليًا، إذ قام بتحليل مكونات الغلاف الجوي للكوكب ونشر نتائجه في أبريل الماضي.

لكن رغم دقة التلسكوب، واجه الباحثون تحديات معقّدة، أبرزها التشويش الناتج عن بعض العيوب التقنية، ما أثّر على وضوح البيانات وجعل تحليل الغلاف الجوي أكثر تعقيدًا.

نتائج متباينة تثير الجدل

ومع تضارب النتائج، قام فريق آخر من العلماء بإعادة فحص النماذج التي تم الاعتماد عليها في الدراسة، ليصل إلى استنتاجات مغايرة تمامًا.

وأبرز هذه النتائج كان تسجيل ارتفاع حاد في درجة حرارة الكوكب، إذ قفزت من 23.15 درجة مئوية إلى نحو 148.85 درجة، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة حول صلاحية الكوكب للحياة.

ولم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد؛ فمع استمرار التحليل والتدقيق، لاحظ العلماء أن مركّبي DMS وDMDS اختفيا من البيانات، ما أثار شكوكًا إضافية بشأن وجودهما من الأساس، خاصة أن مثل هذه المركبات قد تتشكل بطرق غير بيولوجية.

لماذا هذا مهم؟

ورغم تلك التحديات والتغيرات في نتائج الأبحاث، فإن علماء الفلك لا يزالون يعتبرون ما جرى نقطة انطلاق مهمة، وخطوة واعدة على طريق البحث الطويل عن حياة خارج الأرض. فقد فتحت هذه الدراسة الباب لمزيد من الأسئلة، وأرست قاعدة علمية متينة لمواصلة الاستكشاف في المستقبل.

ماذا بعد؟

ومع استمرار عمليات الرصد والتطوير في أدوات التحليل الفضائي، يبقى كوكب K2‑18b في دائرة الضوء، كموقع محتمل لأول اكتشاف يؤكد أننا لسنا وحدنا في هذا الكون الفسيح.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *