ضربة حفظ ماء الوجه.. لماذا استهدفت إيران قاعدة العديد؟

ضربة حفظ ماء الوجه.. لماذا استهدفت إيران قاعدة العديد؟

ماذا حدث؟

في 23 يونيو 2025، أطلقت إيران 19 صاروخًا باليستيًا قصيرة ومتوسطة المدى على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، ردًا على الضربات الأمريكية على منشآتها النووية (فوردو، ونطنز، وأصفهان) يوم 22 يونيو.

القاعدة، التي تضم 10,000 جندي أمريكي وتُعد مقر القيادة المركزية، كانت شبه خالية بعد إجلاء معظم الطائرات والأفراد مسبقًا، كما أظهرت صور أقمار اصطناعية.

قطر أغلقت مجالها الجوي قبل الهجوم بساعة، واعترضت دفاعاتها الجوية، بدعم أمريكي، 18 صاروخًا، بينما أصاب صاروخ واحد مبنى قريبًا دون خسائر بشرية.

إيران أبلغت قطر والولايات المتحدة مسبقًا بالهجوم، كما أفادت تقارير CNN وReuters، لتقليل الخسائر.

مجلس الأمن القومي الإيراني أكد أن عدد الصواريخ يساوي القنابل الأمريكية، مشددًا على أن الهجوم لا يستهدف قطر “الشقيقة”.

الرئيس ترامب وصف الرد بـ”الضعيف” على Truth Social، معتبرًا أنه يُتيح التهدئة.

لماذا هذا مهم؟

الهجوم، كما وصفه المحلل نيك باتون والش، كان “استعراضيًا” لحفظ ماء الوجه، وهو يعكس ضعف إيران العسكري بعد خسارتها السيطرة على مجالها الجوي ووكلائها الإقليميين: حزب الله، وحماس.

اختيار قاعدة العديد، رمز القوة الأمريكية، كان لإظهار التحدي دون استفزاز تصعيد كبير، خاصة أن الإجلاء المسبق قلل مخاطر الخسائر.

هذا النمط يُكرر رد إيران على اغتيال قاسم سليماني عام 2020، حيث أبلغت العراق مسبقًا لتجنب الإصابات.

الهجوم يكشف تراجع إيران كقوة إقليمية، حيث أضعفت الضربات الأمريكية والإسرائيلية برنامجها النووي وصواريخها متوسطة المدى.

مع ذلك، فإن نقل 400 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، يُبقي تهديدًا نوويًا محتملاً، مما يجعل الرد الإيراني محاولة لإرضاء المتشددين داخليًا دون إشعال حرب شاملة.

ماذا بعد؟

الهجوم أنهى التصعيد المباشر مؤقتًا، كما توقع ترامب، لكن استمرار التوتر محتمل.

إيران قد تُركز على إعادة بناء برنامجها النووي سرًا، مستغلة اليورانيوم المنقول، مع إمكانية صنع قنبلة في أسابيع.

قطر، التي نددت بالهجوم، قد تُصعد دبلوماسيًا أو تُشارك في وساطة مع إيران، كما حدث سابقًا.

إسرائيل، بدعم أمريكي، قد تُواصل ضرباتها إذا رصدت تقدمًا نوويًا إيرانيًا، بينما يضغط ترامب لمفاوضات جديدة لاحتواء البرنامج النووي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *