ماذا حدث؟
في 11 أغسطس 2025، أعلن الرئيس دونالد ترامب فرض حالة طوارئ في واشنطن العاصمة، مستفيدًا من تأميم شرطة العاصمة (MPD) بموجب المادة 740 من قانون الحكم الذاتي لعام 1973، ونشر 800 جندي من الحرس الوطني، مع تخصيص 100-200 لدعم الشرطة في مهام إدارية ولوجستية.
كما أرسل 130 عميلاً من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكلاء من وكالات مثل الـDEA وATF لدعم الشرطة المحلية.
أثار القرار ارتباكاً، حيث لم يُبلغ العمدة مورييل باوزر أو رئيسة الشرطة باميلا سميث مسبقاً، مما أدى إلى غموض حول القيادة والاستراتيجية.
باوزر أكدت استمرار سميث في قيادة الشرطة تحت إشرافها، بينما عين ترامب مدير الـDEA تيري كول لتنسيق التأميم تحت إشراف المدعية العامة بام بوندي.
القرار، وهو الأول من نوعه، استند إلى ادعاءات ترامب بارتفاع الجريمة، رغم بيانات الشرطة التي تظهر انخفاض الجرائم العنيفة بنسبة 26% في 2025، ووصولها إلى أدنى مستوى منذ 30 عاماً.
لماذا هذا مهم؟
يُعد تأميم شرطة العاصمة خطوة غير مسبوقة تعزز سلطة ترامب على حساب الحكم الذاتي للعاصمة، التي تفتقر إلى وضع الولاية، مما يجعلها عرضة لتدخلات الرئيس بصفته “حاكماً فعلياً”.
الخطوة أثارت مخاوف من “الاستبداد الناعم”، كما حذر أعضاء الكونغرس الديمقراطيون، مشيرين إلى نزعة ترامب لعسكرة الوظائف المدنية، كما فعل في لوس أنجلوس.
تناقض ادعاءات ترامب عن “الجريمة المتفشية” مع بيانات تظهر انخفاض الجرائم، مما يشير إلى أن القرار قد يكون سياسياً لتعزيز صورته كـ”رجل القانون والنظام” أمام قاعدته الانتخابية.
نشر عملاء فيدراليين غير مدربين على الشرطة المجتمعية يثير قلقاً بشأن السلامة والفعالية، حيث تختلف سياساتهم عن الشرطة المحلية، خاصة في استخدام القوة المميتة.
كما أن تحويل موارد الـFBI قد يضعف التصدي لجرائم مثل الإرهاب والمخدرات.
باوزر دعت إلى جعل العاصمة ولاية لمنع مثل هذه التدخلات، بينما يرى مؤيدو ترامب، مثل نقابة الشرطة، أن التدخل ضروري.
ماذا بعد؟
القرار محدود بـ30 يوماً ما لم يُشرّع الكونغرس تمديداً، لكن تأثيره على الجريمة طويل الأمد مشكوك فيه، كما أشارت الخبيرة هيدي بونر، لأنه لا يعالج أسباب الجريمة الجذرية.
باوزر تسعى لتنسيق مع بوندي لتوضيح الأدوار، بينما تخطط الشرطة لإعداد خطة تشغيلية، فقد يؤدي الوجود الفيدرالي إلى توترات إذا وقعت مواجهات مع المشتبه بهم، خاصة مع اختلاف تدريب العملاء الفيدراليين.
سياسياً، يمكن لترامب استغلال المعارضة الديمقراطية لتصويرهم كـ”ضعفاء أمام الجريمة”، لكن استطلاعات الرأي تشير إلى معارضة شعبية لاستخدام القوات في المدن.
إذا كانت الخطوة استعراضية، كما حدث في لوس أنجلوس، فقد تنتهي بانسحاب هادئ، لكنها قد تكون مقدمة لتدخلات أوسع في مدن أخرى، مما يثير مخاوف من إساءة استخدام السلطة الرئاسية.