ماذا حدث؟
أثار لقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا آمالاً بإمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي للحرب في أوكرانيا.
لكن النظرة الغربية لبوتين كـ”وحش” غير جدير بالثقة تعيق هذه الجهود. قادة غربيون، مثل جو بايدن الذي وصف بوتين بـ”القاتل” و”فاقد الروح”، وإيمانويل ماكرون الذي شبهه بـ”المفترس”، يصورونه كتجسيد للشر، مما يثير نفوراً أخلاقياً من التفاوض معه.
هذه الصورة، المدعومة بمقارنات مع هتلر، تجعل الغرب يرى أي تسوية مع بوتين كخيانة أخلاقية، مفضلاً استسلام روسيا الكامل.
هذا الموقف يعكس مخاوف استراتيجية من أن وقف القتال قد يتيح لروسيا إعادة بناء قوتها العسكرية، بينما يوفر استمرار الحرب وقتاً لأوروبا لإعادة التسلح.
لماذا هذا مهم؟
الصورة السلبية لبوتين في الغرب تحول دون بناء الثقة اللازمة للسلام. أبحاث علم النفس تُظهر أن الرفض الأخلاقي للتفاوض مع “الشر” يعيق حل النزاعات، كما يتضح من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
تصوير بوتين كشخصية لا يمكن الوثوق بها يعزز لدى النخب الروسية شعوراً بأن الغرب يسعى لتدميره بدلاً من التفاوض، مما قد يدفعهم لتجاهل الدبلوماسية أو خرق الاتفاقيات.
هذا الموقف قد يصبح نبوءة تحقق ذاتها، حيث يؤدي إلى تصلب المواقف الروسية، مما يطيل أمد الحرب.
الحرب، المستمرة منذ فبراير 2022، تكبد أوكرانيا خسائر فادحة، وتهدد بصراع طويل الأمد إذا لم تُحل دبلوماسياً.
استمرار العزلة الاقتصادية لروسيا يعقد الوضع، بينما يؤثر على استقرار أوروبا.
ماذا بعد؟
نجاح الدبلوماسية يتطلب من الغرب تبني خطاب أقل أخلاقية وأكثر براغماتية تجاه بوتين، مع الإقرار بأن التفاوض معه ليس خطأ أخلاقياً.
قد يشجع ذلك روسيا على الالتزام بالاتفاقيات. ترامب، بأسلوبه غير التقليدي، قد يفتح قنوات حوار، لكن المعارضة الغربية للتفاوض مع بوتين قد تعرقل جهوده.
على المدى القريب، استمرار تصوير بوتين كـ”هتلر” قد يؤدي إلى تصعيد عسكري، خاصة إذا شعرت روسيا أن الغرب لا يأخذ الدبلوماسية على محمل الجد.
على المدى الطويل، بناء الثقة المتبادلة يتطلب وقتاً وجهوداً مشتركة، بما في ذلك الاستماع لدوافع روسيا.
إذا فشل الغرب في تغيير نهجه، قد تتحول الحرب إلى نزاع مزمن، يشبه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مما يهدد استقرار أوروبا ويعمق الانقسامات العالمية.