ماذا حدث؟
خلال عرض عسكري في بكين في 3 سبتمبر 2025، سُمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ يناقشان إمكانية استخدام التكنولوجيا الحيوية، وبالأخص زراعة الأعضاء المتكررة، لتحقيق حياة طويلة أو حتى “الخلود”.
المناقشة، التي التقطتها ميكروفونات مفتوحة، أثارت جدلاً عالمياً، حيث اقترح بوتين أن زراعة الأعضاء قد تُبقي الإنسان شاباً إلى الأبد.
هذا الحديث جاء في سياق إطلاق روسيا مشروعاً وطنياً في 2024 لمكافحة الشيخوخة، بينما تستثمر الصين أيضاً في أبحاث إطالة العمر.
خبراء الأخلاقيات الحيوية، مثل جوليان كوبلين، استبعدوا فكرة الخلود عبر زراعة الأعضاء، مشيرين إلى أن التقنيات الحالية لا تتيح زراعة أعضاء كاملة في المختبر، وأن الشيخوخة تؤثر على مرونة الجسم والدماغ بطرق لا يمكن لزراعة الأعضاء معالجتها.
لماذا هذا مهم؟
مناقشة بوتين وشي تسلط الضوء على طموحات القادة السياسيين لتحدي الشيخوخة، مما يثير تساؤلات أخلاقية وعلمية.
فكرة إطالة العمر عبر التكنولوجيا ليست جديدة، لكنها تأخذ بعداً سياسياً عندما يروج لها زعماء دوليون، خاصة في ظل تحالفهم لمواجهة النفوذ الغربي.
زراعة الأعضاء، حتى لو أصبحت ممكنة باستخدام خلايا جذعية، تواجه تحديات علمية، مثل عدم القدرة على استبدال الدماغ دون فقدان الهوية، فضلاً عن المخاطر الجراحية المتكررة.
أخلاقياً، تخصيص موارد طبية نادرة لإطالة عمر النخب قد يحرم آخرين من العلاجات المنقذة للحياة.
لكن أبحاث إطالة العمر، إذا نجحت، قد تقدم فوائد صحية واسعة، مثل تقليل مخاطر الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مما يجعلها ذات قيمة عامة على الرغم من دوافع النخب الشخصية.
ماذا بعد؟
التقدم في أبحاث إطالة العمر قد يأتي من روسيا أو الصين، لكن خبراء يشككون في قدرة روسيا على تحقيق اختراقات كبيرة بسبب هشاشة بنيتها البحثية.
استثمارات كبرى من الغرب، خاصة من أثرياء وادي السيليكون، قد تتجاوز الجهود الروسية أو الصينية.
على المدى القريب، لن تتحقق فكرة الخلود عبر زراعة الأعضاء، لكن أبحاث مكافحة الشيخوخة قد تؤدي إلى علاجات تحسن الصحة العامة بحلول العقود القادمة.
أخلاقياً، يجب معالجة مخاطر الجمود الاجتماعي الناتج عن بقاء النخب في السلطة لفترات طويلة، مما قد يعيق التجديد الفكري والسياسي.
سياسياً، قد يستغل بوتين وشي هذه الأبحاث لتعزيز صورتهما كقادة مبتكرين، لكن التحدي يكمن في ضمان توزيع عادل لفوائد هذه التكنولوجيا لتجنب تعميق التفاوتات الاجتماعية.