ماذا حدث؟
أعلنت فيرونيكا سكفورتسوفا، رئيسة الوكالة الفيدرالية الطبية البيولوجية في روسيا، أن لقاحاً جديداً للسرطان، يُدعى “إنتيروميكس”، أصبح جاهزاً للاستخدام بعد نجاح تجاربه ما قبل السريرية.
أُجريت الدراسات على مدى ثلاث سنوات وفقاً للمعايير الدولية، وأظهرت نتائج مبهرة: اللقاح آمن حتى مع الحقن المتكرر، وقلّص حجم الأورام ومعدل نموها بنسبة 60-80%، مع تحسين ملحوظ في معدلات البقاء على قيد الحياة.
يعتمد اللقاح على تقنية mRNA، التي تُمكّن الجهاز المناعي من التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
اللقاح يستهدف في المرحلة الأولى سرطان القولون والمستقيم، مع أبحاث متقدمة لتطوير نسخ لعلاج الورم الأرومي الدبقي وأنواع معينة من الميلانوما.
في أواخر صيف 2025، قدمت الوكالة طلباً للحصول على موافقة وزارة الصحة الروسية للاستخدام السريري.
لماذا هذا مهم؟
يُعد هذا اللقاح طفرة محتملة في علاج السرطان، إذ يقدم نهجاً جديداً يعتمد على تحفيز المناعة بدلاً من العلاجات التقليدية مثل الكيميائي أو الإشعاعي، التي غالباً ما تكون مرهقة وذات آثار جانبية كبيرة.
نجاحه في تقليص الأورام بنسبة تصل إلى 80% في التجارب ما قبل السريرية يُظهر إمكانية تغيير قواعد اللعبة في مكافحة أنواع السرطان الشائعة والمميتة مثل سرطان القولون والمستقيم.
كما أن استخدام تقنية mRNA، التي أثبتت فعاليتها في لقاحات كوفيد-19، يعزز الأمل في إنتاج سريع ومخصص للمرضى.
إذا تمت الموافقة عليه، قد يُوفر اللقاح علاجاً أقل تكلفة وأكثر فعالية، خاصة مع خطة روسيا لتوزيعه مجاناً، مما يجعله خطوة نحو تقليل التفاوتات في الرعاية الصحية عالمياً.
ماذا بعد؟
في حال حصوله على الموافقة السريرية، سيبدأ استخدام اللقاح في المستشفيات الروسية قريباً، مع تركيز أولي على سرطان القولون والمستقيم.
التجارب السريرية البشرية، التي بدأت بالفعل مع 48 متطوعاً، ستُظهر المزيد عن فعاليته وسلامته بحلول منتصف 2025.
نجاح هذه التجارب قد يفتح الباب لتوسيع استخدامه في علاج أنواع أخرى مثل الورم الأرومي الدبقي والميلانوما.
عالمياً، قد يحفز هذا الإنجاز دولاً أخرى لتسريع أبحاثها في لقاحات السرطان القائمة على mRNA، كما يحدث في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
التحدي يكمن في ضمان الشفافية ونشر البيانات العلمية لتأكيد النتائج، خاصة أن بعض الخبراء يحذرون من المبالغة في مصطلح “لقاح” لأنه علاجي وليس وقائياً.
إذا ثبتت فعاليته، قد يُحدث هذا اللقاح ثورة في علاج السرطان، لكنه يتطلب تعاوناً دولياً لضمان الوصول العادل.