ماذا حدث؟
في مشهد يعكس تصاعد الانقسام داخل الطائفة الدرزية، برزت مواقف متباينة بين زعيميها في سوريا وإسرائيل حول مستقبل السويداء والحقوق الدستورية والدينية.
ففي وقت جدّد فيه الزعيم الروحي للدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، تمسكه بحق تقرير المصير ورفضه التراجع عن هذا المطلب “المقدس”، خرج نظيره في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، بموقف بدا أكثر ميلاً للتسوية، داعياً الحكومة السورية إلى إظهار ما وصفه بـ”حسن النوايا” تجاه الدروز لإعادة بناء الثقة.
الهجري يرفع سقف الخطاب
الهجري، الذي تحدث الخميس، شدّد على أن “حق تقرير المصير تكفله جميع المواثيق الدولية”، مؤكداً أنهم لن يتراجعوا عنه “مهما كانت التضحيات”.
كما طالب بإطلاق سراح جميع المخطوفين في محافظة السويداء دون شروط، وعودة القرى التي وصفها بـ”المسلوبة” إلى أهلها، مشيراً إلى أن الحكومة المؤقتة تسعى لطمس ما اعتبرها “جرائم” بحق أبناء المحافظة.
وفي رسائل لافتة، وجّه الهجري شكره للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى جانب الأكراد والعلويين ودول أوروبية، داعياً المجتمع الدولي والمنظمات إلى تقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار السويداء، التي قال إنها تعيش تحت “حصار ممنهج”.
استنجاد بالمجتمع الدولي
في المقابل، حرص طريف على إظهار موقف أكثر هدوءاً، إذ أعرب عن أمله أن يحصل الدروز على حقوقهم كاملة ضمن إطار الدولة السورية، معتبراً أن بادرة حسن نية من جانب الحكومة قد تشكّل مدخلاً لإعادة الثقة وإنهاء حالة الاحتقان.
ماذا بعد؟
التباين في الخطابين يسلّط الضوء على ما بات يُنظر إليه كانتقسام درزي غير مسبوق بشأن مستقبل السويداء، خاصة بعد أحداث يوليو الدامية، التي فتحت الباب واسعاً أمام سيناريوهات الانفصال أو إعادة ترتيب العلاقة مع دمشق.