ماذا حدث؟
في حادث مأساوي جديد يسلط الضوء على خطورة التعدين التقليدي في السودان، لقي ستة معدنين مصرعهم وأصيب تسعة آخرون جراء انهيار بئر للتعدين في منطقة الباوقة بولاية نهر النيل شمال البلاد.
الحادث أعاد إلى الواجهة الجدل المتصاعد حول غياب معايير السلامة والفوضى التي تضرب هذا القطاع، وسط اتهامات مباشرة للحكومة وشركات الموارد المعدنية بالتقاعس عن حماية حياة العاملين.
غضب الأطباء وتحميل المسؤولية
شبكة أطباء السودان أدانت بأشد العبارات استمرار ما وصفته بـ”نزيف الأرواح” نتيجة الانهيارات المتكررة في آبار ومناجم التعدين الأهلي.
وأشارت إلى أن هذه الكارثة تأتي بعد أسابيع قليلة فقط من انهيار منجم “هويد” بين ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر في يونيو الماضي، والذي أودى بحياة العشرات بين قتيل وجريح.
وأكدت الشبكة أن ما يجري ليس سوى نتيجة مباشرة لانعدام الرقابة وتجاهل شروط السلامة في مواقع التعدين التقليدي، معتبرة أن السلطات، ممثلة في الشركة السودانية للموارد المعدنية، تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه المآسي المتكررة.
ماذا بعد؟
وطالبت شبكة الأطباء بوقف العمل فورًا في الآبار العشوائية غير المؤمنة، والعمل على توفير بدائل أكثر أمانًا للعاملين، إلى جانب محاسبة كل من يثبت تورطه في تعريض حياة العمال للخطر.
كما دعت الشبكة المنظمات الإنسانية والحقوقية إلى الضغط على السلطات الرسمية من أجل حماية أرواح المدنيين، محذّرة من أن الصمت أو التقاعس في هذا الملف يُعد تواطؤًا مع جريمة مستمرة ضد البسطاء.
وأكدت في بيانها أن فريقها يعمل على إعداد تقرير مفصل حول مخاطر التعدين والمواد الكيميائية المستخدمة في استخلاص الذهب، لتوثيق حجم الكارثة وتحذير المجتمع الدولي من تبعاتها.