بعد 9 أشهر من سقوط الأسد.. إلى أين تتجه سوريا؟

بعد 9 أشهر من سقوط الأسد.. إلى أين تتجه سوريا؟

ماذا حدث؟

في ديسمبر 2024، هرب الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا، منهياً حكم عائلته الذي دام عقوداً.

تولى أحمد الشرع، القائد السابق لجماعة هيئة تحرير الشام، قيادة حكومة انتقالية تواجه تحديات إعادة بناء سوريا بعد الحرب الأهلية

 خلال الأشهر التسعة الماضية، عملت الحكومة على إحياء الاقتصاد، وتوحيد الإدارة، وتعزيز الأمن، وسط توترات طائفية، خاصة بعد أعمال عنف استهدفت الأقليات الدرزية والعلوية.

زار خبراء من مجلس الأطلسي دمشق مؤخراً، ولاحظوا جهوداً لإعادة بناء الوزارات واستعادة الخدمات الأساسية، بمساعدة تقنيين ومتطوعين من القطاع الخاص.

لكن التحديات تشمل هشاشة الشرعية، العنف الداخلي، والتوترات مع القوات الكردية، إضافة إلى تدخلات خارجية تعيق الاستقرار.

لماذا هذا مهم؟

تمثل هذه الفترة فرصة نادرة لإعادة تشكيل سوريا سياسياً واقتصادياً، لكنها محفوفة بالمخاطر.

توحيد الأقليات الدينية والعرقية، مثل الدروز والعلويين والأكراد، يعد التحدي الأكبر أمام الشرع، حيث يشكك الكثيرون في قدرة الحكومة على حماية حقوقهم.

استمرار التوترات الطائفية، كما حدث في السويداء، قد يعيد إشعال العنف ويعرقل جهود إعادة الإعمار.

اقتصادياً، تعاني سوريا من عقوبات دولية وعجز في الموارد، مما يتطلب استثمارات أجنبية وشراكات لإنعاش القطاعات الحيوية. أمنياً، يشكل تنظيم داعش تهديداً مستمراً، وانضمام سوريا إلى التحالف العالمي لمكافحته قد يعزز استقرارها ويجذب دعماً دولياً.

كما أن نجاح الشرع في تحقيق الاستقرار قد يعيد دمج سوريا في المجتمع الدولي، وربما يفتح الباب لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ماذا بعد؟

توصيات خبراء المجلس الأطلسي قالت بضرورة قيام حكومة الشرع بتسريع جهود توحيد الأقليات من خلال نموذج حكم شامل أو لامركزي يضمن تمثيلهم.

اقتصادياً، رفع العقوبات الغربية، كما بدأت الإدارة الأمريكية في يونيو 2025، سيفتح المجال لاستثمارات في البنية التحتية والطاقة.

أمنياً، الانضمام إلى التحالف الدولي ضد داعش سيوفر دعماً استخباراتياً وعسكرياً، معززاً شرعية الحكومة.

كما ينبغي إتمام اتفاق أمني مع إسرائيل لتخفيف التوترات في الجنوب وضمان ممر إنساني للسويداء.

الغرب، خاصة الولايات المتحدة، مدعو لدعم هذه الجهود عبر استثمارات وتدريب، مع تجنب فرض نموذج مركزي صلب قد يفاقم الانقسامات.

إذا نجحت هذه الخطوات، قد تتحول سوريا إلى قوة إيجابية في المنطقة، لكن الفشل قد يعيد البلاد إلى دوامة العنف والتفكك.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *