شبح الحرب الأهلية يهدد كردستان العراق

شبح الحرب الأهلية يهدد كردستان العراق

ماذا حدث؟

في أواخر أغسطس 2025، اندلعت اشتباكات عنيفة في السليمانية، ثاني أكبر مدن إقليم كردستان العراق، بين قوات تابعة لبافل طالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، وابن عمه لاهور شيخ جنكي، زعيم حزب جبهة الشعب المعارض.

بدأت الأحداث عندما حاولت قوات أمنية تابعة لبافل اعتقال جنكي بأمر قضائي بتهمة الشروع في القتل وزعزعة الأمن، مما أدى إلى اقتحام فندق “لا له زار”، مقر حزب جبهة الشعب.

أسفرت الاشتباكات عن مقتل أكثر من 10 أشخاص وإصابة حوالي 40، مع حملة اعتقالات واسعة طالت قيادات معارضة.

نشرت السلطات “اعترافات” تتهم جنكي بالتخطيط لاغتيال طالباني، وهو ما رفضه حزب جبهة الشعب ووصفه بـ”السيناريو المضلل”.

هذه الاشتباكات، الأعنف منذ الحرب الأهلية الكردية (1994-1998)، أعادت إلى الأذهان ذكريات الصراع الدامي بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني.

لماذا هذا مهم؟

تكشف الأحداث عن هشاشة التوازنات السياسية والأمنية في إقليم كردستان، حيث يعاني الإقليم من أزمة اقتصادية وسياسية تفاقمت بسبب الانقسام بين أربيل، التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي، والسليمانية، معقل الاتحاد الوطني.

الصراع بين بافل وجنكي، الذي بدأ عام 2021 بإقصاء الأخير من قيادة الاتحاد، يعكس تنافساً على النفوذ والسيطرة على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، مع تداعيات انتخابية مع اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية.

إيران، الحليف الرئيسي للاتحاد الوطني، تراقب التطورات عن كثب، وقد يُنظر إلى الأحداث كمحاولة لتعزيز سيطرة بافل بدعم ضمني من طهران.

أي تصعيد قد يجر الإقليم إلى نزاع داخلي، مع مخاطر تدخل قوى إقليمية، مما يهدد استقرار العراق بأكمله.

ماذا بعد؟

تثير الأحداث مخاوف من عودة شبح الحرب الأهلية، خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في نوفمبر 2025، التي قد تكثف التنافس بين الأحزاب الكردية.

استمرار حملات الاعتقال ضد المعارضين، كما حدث مع قادة مثل شاسوار عبدالواحد وآرام قادر، قد يؤجج التوترات ويوسع الانقسامات.

الحكومة العراقية دعت إلى الحيادية والشفافية، بينما حثت الولايات المتحدة وتركيا على ضبط النفس. لتجنب التصعيد، يجب على السلطات الكردية تعزيز الحوار السياسي وتوحيد قوات البيشمركة لتجنب استخدامها في الصراعات الداخلية.

إيران قد تلعب دوراً في تهدئة الوضع أو تصعيده بناءً على مصالحها، لكن بدون حلول جذرية للخلافات السياسية والاقتصادية، يظل إقليم كردستان عرضة للاضطرابات، مع مخاطر إعادة سيناريوهات التسعينيات الدامية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *