تحالف الأعداء.. قصة صورة أزعجت ترامب

تحالف الأعداء.. قصة صورة أزعجت ترامب

ماذا حدث؟

في 3 سبتمبر 2025، استضافت بكين عرضاً عسكرياً ضخماً بمناسبة الذكرى الثمانين لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، حضره الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.

جلس بوتين وكيم على جانبي شي في ميدان تيانانمن، في صورة رمزية أثارت غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

عبر ترامب، في منشور على منصته “تروث سوشال”، عن استيائه، متهماً الزعماء الثلاثة بالتآمر ضد الولايات المتحدة، مع تعليق ساخر يتمنى لهم “يوماً رائعاً” مع تحيات لبوتين وكيم.

كما شهدت القمة إعلان كيم عن دعمه العسكري المستمر لروسيا في حربها بأوكرانيا، بما في ذلك مشاركة جنود كوريين شماليين في معارك بمقاطعة كورسك، وتأكيد بوتين على تعزيز التعاون بموجب معاهدة الشراكة الاستراتيجية لعام 2024.

لماذا هذا مهم؟

الصورة التي جمعت شي وبوتين وكيم تمثل تحالفاً رمزياً واستراتيجياً يتحدى الهيمنة الأمريكية والنظام الدولي الذي تقوده واشنطن.

يرى المحللون، مثل رايان هاس من مؤسسة بروكينغز، أن شي يسعى لتثبيت الصين كقوة عالمية مركزية، رافضاً الهيمنة الأحادية التي تتبناها الولايات المتحدة.

هذا الحدث يعزز مكانة الصين كمركز جذب لخصوم أمريكا، مثل روسيا وكوريا الشمالية، خاصة بعد توقيع معاهدات دفاعية بينهما.

التوترات التجارية التي أثارها ترامب برسومه الجمركية، والتي أثرت على الحلفاء والخصوم على حد سواء، دفعت الصين لإبراز قوتها العسكرية والدبلوماسية، مؤكدةً رفضها لقواعد الغرب.

الصورة أزعجت ترامب لأنها تُظهر محوراً قوياً قد يهدد مصالح واشنطن، خصوصاً في ظل دعم كوريا الشمالية العسكري لروسيا في أوكرانيا.

ماذا بعد؟

من المتوقع أن يؤدي هذا التحالف إلى تصعيد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، خاصة مع استمرار ترامب في سياساته الحمائية وتهديداته الجمركية.

قد تستغل الصين هذا التقارب للضغط على واشنطن دبلوماسياً وعسكرياً، خاصة في مناطق حساسة مثل بحر الصين الجنوبي وتايوان.

الولايات المتحدة قد ترد بتشديد العقوبات على روسيا وكوريا الشمالية، مع محاولة كسب دعم حلفاء مثل اليابان وكوريا الجنوبية لمواجهة هذا المحور.

على المدى الطويل، يمكن أن يدفع هذا الحدث أوروبا لإعادة تقييم تحالفاتها، مع تزايد الدعوات للاعتماد الذاتي في مواجهة سياسات ترامب غير المتوقعة.

كما قد يشجع هذا التحالف دولاً أخرى معادية للغرب على الانضمام إلى هذا المحور، مما يعقد التوازنات الجيوسياسية العالمية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *