بعد تصريحات ترامب.. هل تنقلب أمريكا على إسرائيل؟

بعد تصريحات ترامب.. هل تنقلب أمريكا على إسرائيل؟

ماذا حدث؟

في مقابلة مع موقع “ديلي كولر” يوم 1 سبتمبر 2025، أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتراجع نفوذ إسرائيل في الكونغرس، مشيرًا إلى أن استمرار الحرب في غزة يضر بصورتها دوليًا.

أعرب ترامب عن دهشته من تراجع قوة اللوبي الإسرائيلي، الذي كان يُعد الأقوى في الكونغرس قبل عقدين، مؤكدًا أن الدعم الشعبي، خاصة بين الجمهوريين الشباب، يشهد انخفاضًا ملحوظًا.

استند ترامب إلى استطلاع لمركز “بيو” في مارس 2025، أظهر أن 53% من الأمريكيين لديهم نظرة سلبية تجاه إسرائيل، مقارنة بـ42% في 2022، مع ارتفاع المواقف السلبية بين الجمهوريين دون سن الخمسين إلى 50%.

ربط ترامب هذا التحول بصعود أصوات تقدمية، مثل النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، التي جعلت انتقاد إسرائيل علنًا أمرًا ممكنًا.

في الوقت ذاته، أكد ترامب دعمه السابق لإسرائيل، مشيرًا إلى سياساته ضد إيران ودعمه “غير المسبوق”.

لماذا هذا مهم؟

تصريحات ترامب تكشف عن تحول محتمل في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، التي كانت تُعتبر حليفًا استراتيجيًا لا يُمس.

تراجع الدعم الشعبي والسياسي، خاصة بين الجمهوريين الشباب وتيار “MAGA”، يعكس تأثير الحرب في غزة على الرأي العام، حيث أثارت الصور المروعة والأزمة الإنسانية انتقادات واسعة.

استطلاع “بيو” يُظهر تزايد التشكك في الدعم الأمريكي التقليدي لإسرائيل، مدفوعًا بأصوات تقدمية في الكونغرس وانقسامات داخل الحزب الجمهوري، حيث وصفت شخصيات مثل مارجوري تايلور غرين الحرب بـ”الإبادة الجماعية”.

هذا التحول قد يُهدد مكانة إسرائيل كحليف مفضل، خاصة مع استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطة احتلال غزة، رغم معارضة قادة عسكريين إسرائيليين وتحذيرات دولية من كارثة إنسانية، كما أعلنت الأمم المتحدة عن مجاعة رسمية في القطاع.

ماذا بعد؟

تصريحات ترامب لا تعني بالضرورة انقلابًا أمريكيًا فوريًا على إسرائيل، لكنها تُنذر بتحديات طويلة الأمد للعلاقة الاستراتيجية.

قد يضغط ترامب على نتنياهو لتقصير مدة الحرب، كما أفادت تقارير إسرائيلية، خوفًا من فقدان الدعم الجمهوري.

لكن خطة نتنياهو لاحتلال غزة، التي أُقرت في أغسطس 2025، واستدعاء 60 ألف جندي احتياطي، تُظهر إصرارًا على المضي قدمًا رغم المعارضة.

إذا استمر تراجع الدعم الشعبي الأمريكي، قد تواجه إسرائيل ضغوطًا لتغيير سياساتها، خاصة مع دعوات لصفقات جزئية لإطلاق الأسرى.

الدول الغربية والعربية قد تُكثف الضغط لوقف التصعيد، بينما ستحتاج إسرائيل إلى إعادة تقييم استراتيجيتها للحفاظ على نفوذها في واشنطن.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *