اختفاء قرية سودانية من على الخريطة.. ماذا حدث؟

اختفاء قرية سودانية من على الخريطة.. ماذا حدث؟

ماذا حدث؟

اجتاح انزلاق أرضي هائل قرية ترسين الواقعة شرق جبل مرة بإقليم دارفور غرب السودان، مما أدى إلى تدميرها بالكامل وقتل أكثر من ألف شخص من سكانها، باستثناء ناجٍ وحيد، وفقًا لبيان صادر عن حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور.

وقعت الكارثة نتيجة أمطار غزيرة هطلت خلال الأسبوع الأخير من أغسطس، تسببت في انهيارات أرضية واسعة النطاق، حيث “سُوّيت القرية بالأرض تمامًا”، حسب وصف الحركة.

أفاد عبدالرحمن الناير، المتحدث باسم الحركة، بأن فرق الإنقاذ المحلية تواجه صعوبات كبيرة في انتشال الجثامين بسبب دفن القرية تحت الأنقاض ونقص المعدات الثقيلة، مع إخراج عدد قليل فقط من الجثث حتى الآن.

لماذا هذا مهم؟

هذه الكارثة تُعد واحدة من أسوأ الحوادث الطبيعية في تاريخ السودان الحديث، حيث أدت إلى محو قرية بأكملها من الوجود، مما يكشف عن هشاشة المناطق الريفية أمام الكوارث الطبيعية.

قرية ترسين، المعروفة بإنتاج الموالح، كانت ملجأً للنازحين الفارين من الحرب الأهلية المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما يُضاعف من مأساوية الحدث.

المنطقة تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء، والبنية التحتية الضعيفة جعلت الاستجابة للكارثة شبه مستحيلة دون مساعدات خارجية.

الحادث يُبرز تفاقم الأزمة الإنسانية في دارفور، حيث يعاني أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي، ويُسلط الضوء على تحديات النزوح والحرب المستمرة التي تجعل السكان عرضة للكوارث الطبيعية.

ماذا بعد؟

ناشدت حركة جيش تحرير السودان الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتقديم مساعدات عاجلة لانتشال الجثامين ودعم المتضررين، لكن الوصول إلى المنطقة النائية يتطلب تصاريح من الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع التي تسيطر على معظم دارفور.

من المتوقع أن تُطلق الأمم المتحدة نداءً لجمع التبرعات لتوفير معدات ثقيلة ومساعدات إنسانية، لكن العقوبات الدولية على السودان قد تُعيق تدفق المساعدات.

على المدى الطويل، يتطلب الأمر استثمارات في تحسين البنية التحتية وإدارة المخاطر الطبيعية في المناطق الجبلية، لكن ذلك يعتمد على استقرار سياسي وعسكري بعيد المنال حاليًا.

إذا لم تُعالج هذه التحديات، فقد تتكرر مثل هذه الكوارث، مما يُفاقم الأزمة الإنسانية في السودان.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *