ماذا حدث؟
في 16 يونيو 2025، خلال اليوم الرابع من الحرب بين إسرائيل وإيران، تعرض مخبأ محصن يقع على عمق 30 مترًا تحت جبل غرب طهران لهجوم إسرائيلي دقيق.
كان المخبأ يستضيف اجتماعًا سريًا للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بحضور الرئيس مسعود بزشكيان وكبار المسؤولين العسكريين والأمنيين.
رغم الإجراءات الأمنية الصارمة، بما في ذلك منع القادة من حمل هواتف محمولة، ألقت طائرات إسرائيلية ست قنابل على مداخل المخبأ بعد دقائق من بدء الاجتماع، مما أسفر عن مقتل عدد من الحراس خارج الموقع دون إصابة القادة داخله.
كشفت التحقيقات لاحقًا أن إسرائيل استهدفت الموقع عبر اختراق هواتف الحراس والسائقين المرافقين، الذين لم يلتزموا بقواعد أمنية مشددة، مما مكن تل أبيب من تحديد موقع الاجتماع بدقة.
لماذا هذا مهم؟
هذا الاختراق يُعد ضربة غير مسبوقة للأمن الإيراني، إذ كشف عن ثغرة خطيرة في حماية النخبة القيادية.
استخدام إسرائيل لهواتف الحراس كمدخل للتعقب يكشف تفوقها الاستخباراتي واعتمادها على تقنيات متقدمة لاختراق أكثر الدوائر حساسية في إيران.
الحادث أثار حالة من الفوضى والتساؤلات حول قدرة طهران على حماية قادتها، خاصة أن الاجتماع ضم أعلى مستويات صنع القرار.
تصريحات مسؤولين إيرانيين، مثل مصطفى هاشمي طابا، أكدت أن التسلل وصل إلى “قمة هرم الدولة”، مما يعكس عمق الأزمة.
كما أن نجاح إسرائيل في تصفية علماء نوويين وقادة عسكريين خلال الحرب، مثل محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي، يُبرز تصعيد “حرب الظل” إلى مستوى استراتيجي، مما يُهدد استقرار النظام الإيراني.
ماذا بعد؟
ردت إيران بحملة اعتقالات واسعة شملت عشرات الضباط والمسؤولين، وأعدمت عالمًا نوويًا بتهمة التجسس، لكن هذه الإجراءات قد لا تكفي لسد الثغرات الأمنية.
طهران بدأت مراجعة شاملة لأنظمتها الأمنية، مع فرض قيود صارمة على استخدام الهواتف وتطوير بروتوكولات اتصال مشفرة.
لكن استمرار التفوق التكنولوجي الإسرائيلي، إلى جانب شبكة تجسس محتملة داخل إيران، يُنذر بمواجهات استخباراتية أشد حدة.
على المدى الطويل، قد تدفع هذه الأزمة إيران لتقليص اعتمادها على التكنولوجيا الضعيفة أمام الاختراقات، لكن ذلك يتطلب استثمارات ضخمة وإصلاحات هيكلية.
في المقابل، يُرجح أن تُكثف إسرائيل جهودها لاستغلال هذه الثغرات، مما يُبقي الصراع في إطار “حرب الظل” المفتوحة.