ماذا حدث؟
هزّت العاصمة اليمنية صنعاء سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مقرًا حكوميًا يوم الخميس الماضي، وأسفرت عن مقتل رئيس حكومة “التغيير والبناء” التابعة لجماعة “أنصار الله” أحمد غالب الرهوي، إلى جانب مدير مكتبه وتسعة من وزرائه.
وأكدت رئاسة الجمهورية في صنعاء، السبت، سقوط هذه الخسائر الكبيرة في صفوف الصف الأول من الحكومة.
مصرع وزراء بارزين
وبحسب مصادر متطابقة، لقي وزير الإعلام هاشم شرف الدين مصرعه في الغارات، فيما تحدثت تقارير أخرى عن مقتل وزير الخارجية جمال عامر ووزير الشؤون الاجتماعية سمير باجعالة.
كما أصيب عدد آخر من المسؤولين بجروح وصفت بالخطيرة والمتوسطة، ويتلقون حاليًا العلاج الطبي.
تداعيات داخلية سريعة
وفي ظل هذه التطورات، سارعت الجماعة إلى الإعلان عن استمرار تصريف الأعمال داخل المؤسسات، عبر تعيين محمد أحمد مفتاح قائمًا بأعمال الحكومة.
وأكدت في بيانها أنها ماضية في مواجهة إسرائيل، معتبرة أن المعركة تأتي “نصرة للشعب الفلسطيني في غزة”.
لماذا هذا مهم؟
يرى مراقبون أن هذه الضربة تمثل واحدة من أعنف الهجمات التي طالت حكومة “أنصار الله”، بعد سقوط رأسها وعدد من أبرز وزرائها، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد في المنطقة، ويزيد من حدة المواجهة بين إسرائيل والجماعة الحوثية.
ماذا بعد؟
تفتح الضربة الإسرائيلية الأخيرة باب التساؤلات حول مستقبل المشهد اليمني والإقليمي. فمقتل رئيس حكومة “أنصار الله” وعدد من وزرائه يضع الجماعة أمام تحديات داخلية غير مسبوقة، أبرزها فراغ القيادة التنفيذية وإمكانية حدوث ارتباك في إدارة شؤونها الداخلية.
ومع أن الجماعة سارعت إلى تعيين قائم بأعمال الحكومة لتأكيد تماسكها، إلا أن المراقبين يرون أن الضربة قد تضعف قدرتها على مواصلة التصعيد الخارجي بالزخم نفسه.
على المستوى الإقليمي، قد تدفع هذه التطورات إسرائيل إلى توسيع نطاق عملياتها ضد الحوثيين، في ظل ارتباط المعركة المباشر بغزة، ما يعني أن ساحة اليمن قد تتحول إلى مسرح أكثر سخونة في الصراع الدائر.
كما أن استمرار التصعيد ينذر بجرّ قوى إقليمية أخرى إلى دائرة الاشتباك، وهو ما قد يغير موازين القوى في المنطقة خلال الفترة المقبلة.