لقاء بوتين وشي.. هل تصبح الصين الزعيم العالمي البديل؟

لقاء بوتين وشي.. هل تصبح الصين الزعيم العالمي البديل؟

ماذا حدث؟

استضاف الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين وعددًا من قادة العالم في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين، الصين.

ألقى شي خطابًا يوم الإثنين، أكد فيه على دور الصين كقوة للاستقرار الاقتصادي العالمي، متعهدًا بتقديم منح بقيمة 2 مليار يوان (280 مليون دولار) لدول المنظمة، وإنشاء بنك تنمية لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي.

حضر القمة أكثر من 20 زعيمًا، بما في ذلك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

أظهرت اللقطات التلفزيونية تقاربًا شخصيًا بين شي وبوتين، حيث تبادلا الحديث بحماس خلال مأدبة ترحيبية.

جاءت القمة بعد لقاء بوتين مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا، وتزامنت مع تصاعد التوترات بسبب الحرب التجارية الأمريكية والهجوم الروسي الجوي على أوكرانيا.

لماذا هذا مهم؟

تُمثل القمة جزءًا من استراتيجية الصين لتعزيز نفوذها العالمي، مستغلة تراجع الدور الأمريكي في ظل سياسات ترامب “أمريكا أولًا”، التي شملت فرض تعريفات جمركية وتقليص المساعدات الخارجية.

شي، من خلال انتقاده “الهيمنة” و”عقلية الحرب الباردة” دون تسمية الولايات المتحدة، يسعى لتقديم الصين كنموذج بديل للقيادة العالمية يركز على التعاون الاقتصادي والأمني.

الشراكة “بلا حدود” بين الصين وروسيا، التي تجلت في العلاقة الوثيقة بين شي وبوتين، تعزز هذا الطموح، لكنها تُثير قلق الغرب من تشكيل تحالف مضاد.

تضم منظمة شنغهاي دولًا مثل إيران وباكستان، مما يجعلها منصة للصين لتعزيز نفوذها في الجنوب العالمي، رغم التحديات الداخلية مثل الخلافات بين الهند وباكستان.

القمة، إلى جانب عرض عسكري ضخم في بكين، تُبرز طموح الصين لإعادة تشكيل النظام العالمي متعدد الأقطاب.

ماذا بعد؟

ستواصل الصين الاستفادة من هذه المناسبات لتعزيز صورتها كبديل للقيادة الأمريكية، خاصة مع استمرار سياسات ترامب التي تُثير استياء الحلفاء.

قد يُؤدي إنشاء بنك تنمية المنظمة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الأعضاء، لكنه يتطلب تجاوز التوترات الداخلية بينهم.

من المتوقع أن يعزز شي وبوتين شراكتهما، مع تركيز روسيا على دعم الصين اقتصاديًا وسط العقوبات الغربية.

لكن التحدي يكمن في قدرة الصين على تقديم حلول ملموسة للتحديات العالمية، وليس مجرد منصة للمعارضة الأمريكية.

الغرب قد يرد بتعزيز تحالفاته، بينما ستحتاج الصين إلى موازنة طموحاتها مع الحفاظ على الاستقرار الإقليمي لتثبت أنها زعيم عالمي بديل.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *