ماذا حدث؟
أعلنت حركة حماس مقتل قائدها العسكري في غزة محمد السنوار، منهية جدلاً استمر منذ إعلان إسرائيل مقتله في غارة بخان يونس في مايو الماضي.
واكتفت الحركة بنشر صورته مع قادتها الذين وصفتهم بـ”القادة الشهداء الأطهار”، لتتصاعد التساؤلات حول الرجل الذي عُرف بكونه أحد أكثر وجوه الحركة غموضًا وقسوة.
شقيق يحيى السنوار وصعوده للقيادة
محمد السنوار هو الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، القائد السابق لحماس الذي قُتل بعد مشاركته في التخطيط لهجوم 7 أكتوبر 2023. وبعدها صعد محمد ليتولى دورًا محوريًا في قيادة الجناح العسكري للحركة.
شغل محمد السنوار منصب قائد لواء خان يونس في كتائب القسام، وكان من أبرز المشاركين في بناء شبكة أنفاق غزة، ويرتبط اسمه بعمليات نوعية أبرزها اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006.
جذور وتكوين مبكر
وُلد محمد السنوار عام 1975 في مخيم خان يونس للاجئين، بينما كانت عائلته قد نزحت من قرية قرب عسقلان عام 1948.
منذ شبابه، انخرط مع شقيقه يحيى في أنشطة ضد إسرائيل، وذاع صيته بين القادة الميدانيين البارزين مثل محمد ضيف وسعد العربيد.
اعتقالات وتدرج في النفوذ
اعتقلته إسرائيل عام 1991 لتسعة أشهر، ثم احتجزته أجهزة الأمن الفلسطينية عدة مرات ليقضي ثلاث سنوات بالسجن. ومع اغتيال قيادات من حماس، بينهم سعد العربيد عام 2003، تصاعدت مكانته داخل الحركة.
وظل محمد السنوار هدفًا دائمًا لعمليات إسرائيلية فاشلة رغم تدمير منزله مرارًا، ووُصف بأنه أكثر شخصية تعرضت لمحاولات اغتيال في تاريخ حماس، لكنه بفضل عمله في الظل راكم نفوذًا وخبرة جعلته من أبرز مهندسي استراتيجيتها العسكرية.
دور محوري في عملية شاليط
عام 2006، أعاد محمد السنوار تأكيد نفوذه حين قاد عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، واحتجازه حتى إتمام صفقة التبادل التي أُطلق فيها سراح شقيقه يحيى عام 2011.
ويؤكد مسؤولون إسرائيليون أن الصفقة ما كانت لتتم على النحو ذاته لولا دور محمد، ورفضه التوقيع على أي التزام بوقف نشاطه العسكري بعد الإفراج.
الأكثر قسوة وتأثيرًا
وفق شهادات إسرائيلية، عُرف محمد السنوار بكونه أشد قسوة من شقيقه يحيى، واتُّهم بقتل متعاونين مع إسرائيل خلال التحقيقات الداخلية.
تميز بقدرته على فهم أساليب الجيش والاستخبارات حتى تمييز الطائرات من أصواتها، ما جعله من أبرز العقول في تطوير الجناح العسكري.
كما كان الذراع الميدانية لمحمد ضيف، القائد العام لكتائب القسام، وظل وفيًا له مؤكّدًا أن قراراته تحظى بدعمه، مما عزز مكانته داخل الحركة.
إرث دموي ممتد
منذ التسعينيات وحتى هجوم 7 أكتوبر 2023، ارتبط اسم محمد السنوار بمحطات رئيسية في تاريخ الجناح العسكري لحماس، حيث أسهم في بناء قوته وقاد عمليات نوعية جعلته من أبرز المطلوبين لإسرائيل، قبل أن يُعلن مقتله في غزة.