ماذا حدث؟
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في 29 أغسطس 2025 عن رفض منح تأشيرات دخول للرئيس الفلسطيني محمود عباس ونحو 80 مسؤولاً آخر من السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، قبيل الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.
يأتي هذا القرار في وقت تخطط فيه دول مثل فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا للاعتراف بدولة فلسطين خلال الجمعية.
أكدت الوزارة أن البعثة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة ستحصل على إعفاءات بموجب اتفاقية المقر، لكن منع عباس يبدو خرقًا لهذه الاتفاقية، إذ تعترف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة مراقب غير عضو.
أعربت الرئاسة الفلسطينية عن “الأسف والدهشة”، داعية الإدارة الأمريكية إلى التراجع، بينما قال السفير الفلسطيني رياض منصور إن السلطة ستدرس الرد بعد فهم تفاصيل القرار.
لماذا هذا مهم؟
هذا القرار يمثل تصعيدًا دبلوماسيًا غير مسبوق يحد من حضور الفلسطينيين في الجمعية العامة، في وقت تتصاعد فيه التوترات بسبب الحرب في غزة وتزايد الدعم الدولي للاعتراف بفلسطين.
اتهمت الخارجية الأمريكية السلطة ومنظمة التحرير بدعم خطوات “ساهمت في رفض حماس إطلاق سراح الرهائن وفشل محادثات وقف إطلاق النار”.
كما انتقدت سعي السلطة للاعتراف الأحادي بدولة فلسطين عبر محاكم دولية مثل المحكمة الجنائية ومحكمة العدل.
القرار يعكس دعم إدارة ترامب القوي لإسرائيل، حيث أشاد مسؤولون إسرائيليون، مثل وزير الخارجية جدعون ساعر، بالخطوة.
ومع ذلك، يرى خبراء أن هذا الإجراء قد يعرقل الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، ويزيد من تعقيد العلاقات مع حلفاء يدعمون حل الدولتين.
القرار قد يعزز أيضًا سردية إسرائيل بأن السلطة الفلسطينية غير جادة في السلام.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن تستجيب السلطة الفلسطينية عبر قنوات دبلوماسية، ربما بالتنسيق مع الأمم المتحدة التي أعربت عن أملها في حل الخلاف.
قد يؤدي القرار إلى زيادة العزلة الدبلوماسية للسلطة، خاصة إذا استمر دعم دول غربية للاعتراف بفلسطين، مما قد يعمق الانقسامات الدولية.
إذا أصر عباس على حضور الجمعية، قد يلجأ إلى إجراءات قانونية ضد الولايات المتحدة، مستندًا إلى اتفاقية المقر.
على المدى الطويل، قد يعزز هذا القرار التوترات في مفاوضات السلام، خاصة مع استمرار الحرب في غزة ورفض إسرائيل دور السلطة في القطاع.
قد يدفع القرار أيضًا السلطة لتكثيف جهودها في المحافل الدولية، مما يزيد التوتر مع واشنطن، حيث يعتمد التأثير على مدى قدرة الفلسطينيين على حشد الدعم الدولي لمواجهة هذا الضغط.