“خطأ بـ10 سنوات”.. زلة لسان مذيعة مغربية حول عمر الملك تثير الجدل

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

لم يمر خطأ بسيط في نشرة إخبارية عادية مرور الكرام، بل تحوّل إلى عاصفة رقمية هزّت المغرب. فخلال تقديمها خبرًا عن عيد ميلاد العاهل المغربي الملك محمد السادس على القناة الثانية (دوزيم)، وقعت المذيعة سناء رحيمي في زلة لسان حين قالت إن الملك يحتفل بعيد ميلاده الـ72 بدلًا من الـ62، وهو العيد الذي يتزامن مع مناسبة “عيد الشباب”.

هجوم وانتقادات لاذعة

إضافة عشر سنوات إلى عمر الملك اعتبرها كثيرون “خطأً لا يُغتفر”، بل وصفها البعض بأنها “زلّة إعلامية جسيمة” تستوجب اعتذارًا رسميًا من القناة، فيما ذهب آخرون إلى المطالبة بعقوبات تأديبية بحق رحيمي.

فالعلاقة الوجدانية التي تجمع المغاربة بملكهم جعلت أي خطأ متعلق به يبدو للبعض غير مقبول.

تضامن واسع ودفاع مهني

لكن في المقابل، تدفق سيل من رسائل التضامن مع المذيعة، خصوصًا من زملائها الإعلاميين الذين شددوا على أن الضغط المهني المباشر أمام الكاميرا يُنتج أخطاءً طبيعية حتى لدى أكثر الصحافيين خبرة.

وأكدوا أن كبريات الصحف والقنوات العالمية وقعت في هفوات مشابهة، ومع ذلك لم تتحول إلى قضايا رأي عام.

الصحافي ماء العينين عناني فصّل الأسباب المهنية التي قد تؤدي إلى مثل هذه الزلات: تشابه النصوص الإخبارية، ضعف التركيز، الاعتماد على الحفظ، أو حتى الفراغ المفاجئ في الذاكرة.

وخلص إلى أن “الخطأ يغتفر، لأنه غير مقصود”، مضيفًا: “من دون روح المذيع قد يقرأ الذكاء الاصطناعي الأخبار بلا خطأ، لكن بلا حياة”.

“دعاء بالبركة” لا زلة

وجهة نظر أخرى حاولت قلب الصورة. الصحافي نور الدين لشهب اعتبر أن الخطأ ليس مجرد “زلة لسان”، بل أقرب إلى “دعاء بالبركة وطول العمر”، قائلاً: “ما معنى عشر سنوات تُضاف لعمر ملك؟ إنها بشارة بطول العمر ودعاء صادق بالشفاء”.

وفي السياق نفسه، كتب الصحافي حسن المولوع منشورًا على فيسبوك بدأه بتوضيح أن انتقاد المواطنين للمذيعة أمر طبيعي، لكنه استغرب مبالغة البعض، مضيفًا: “شكراً لسناء رحيمي لأنها قالت 72 عاماً، فهذا فأل خير بأن الله سيطيل عمر جلالة الملك”.

التنمر الرقمي يدخل على الخط

بعيدًا عن النقاش المهني، رأى مراقبون أن جزءًا من الهجوم على رحيمي لم يكن بدافع “حب الملك” بقدر ما كان بدافع تصفية حسابات أو الحقد الشخصي، خصوصًا مع النجاح الذي تحققه في تقديم البرامج والنشرات.

كما استغل آخرون الواقعة للعزف على وتر التنمر الرقمي، وهي ظاهرة باتت متكررة ضد أي شخصية عامة في المغرب.

شهادات من زملاء المهنة

إعلاميون مغاربة استحضروا مسيرة رحيمي، واصفين إياها بأنها “صحافية عصامية نجحت من رحم المعاناة”.

الإعلامي صبحي أبو زيد كتب قائلاً: “الشجرة المثمرة وحدها من تُرمى بالحجارة”، فيما وصفها آخرون بأنها “الأرقى والأفصح والأشجع” بين الصحافيين المغاربة.

ماذا بعد؟

بين من رأى الواقعة “خطأً جسيمًا” ومن اعتبرها مجرد “فلتة لسان طبيعية” أو حتى “بشارة بطول العمر”، تباينت ردود الفعل المغربية على زلة سناء رحيمي.

لكن المؤكد أن هذه الحادثة كشفت هشاشة الموازنة بين رهبة الكاميرا وضغط المهنة من جهة، وسرعة الحكم والتنمر في فضاء السوشيال ميديا من جهة أخرى.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *