تحشيدات عسكرية تهز العاصمة.. هل تعود طرابلس إلى مربع الفوضى؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

تعود العاصمة الليبية طرابلس إلى واجهة التوتر مجددًا، بعد تحركات عسكرية غير مسبوقة تشي بأن المدينة مقبلة على جولة جديدة من المواجهات بين المجموعات المسلحة.

فقد كشفت مصادر أمنية لوسائل إعلام عربية عن أرتال ضخمة تحركت من مدينة مصراتة باتجاه طرابلس، محملة بالأسلحة المتوسطة والمدافع والراجمات، وتتبع مجموعات موالية لعبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية.

هذه القوات تمركزت بداية من منطقة السبعة جنوب شرقي العاصمة، قبل أن تواصل انتشارها نحو محاور استراتيجية داخل المدينة.

وتوضح المصادر أن وجهة هذه التحركات هي المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات “الردع” بقيادة عبد الرؤوف كارة، وعلى رأسها مطار معيتيقة الدولي، في خطوة وُصفت بأنها محاولة للضغط من أجل تسليم المطار، وكذلك تسليم العناصر المطلوبة دوليًا ومحليًا التي تتحصن داخله مع مليشيات “دعم الاستقرار”.

ومع تمدد هذه القوات إلى محاور عين زارة، وسط البلاد، وطريق الشط، إضافة إلى منطقتي السبعة وعرادة، بدا أن الصدام بين الجانبين لم يعد سوى مسألة وقت، ما ينذر بانفجار أمني جديد يعيد العاصمة إلى مربع الفوضى.

غضب شعبي يتصاعد

وفي الوقت نفسه، يعيش الشارع الطرابلسي حالة احتقان متزايدة، بعدما تكررت حوادث القتل والخطف والانتهاكات على يد المجموعات المسلحة، وهو ما دفع مواطنين للخروج في مظاهرات عفوية تطالب بإنهاء نفوذ المليشيات وضمان عدالة توزيع الثروات.

هذه الأجواء المشتعلة تزيد من خطورة المشهد، وتضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي للتدخل وتسريع خطوات تفكيك المليشيات وتوحيد المؤسسات، تمهيدًا لإجراء انتخابات تعيد القرار للشعب الليبي بعيدًا عن فوهات البنادق.

تحركات أممية

التحذيرات الأممية لم تغب عن المشهد، إذ عقدت نائبة المبعوثة الأممية ستيفاني خوري اجتماعًا مع نائب وزير الدفاع عبد السلام الزوبي، وآمر قوة الردع عبد الرؤوف كارة، وعضو لجنة الترتيبات الأمنية والعسكرية محمود بن رجب، لمناقشة الأوضاع الميدانية والسياسية الراهنة.

وأكدت خوري خلال اللقاء ضرورة التزام الأطراف بالحوار والابتعاد عن العنف، فيما شددت البعثة الأممية على دعم الجهود الليبية الهادفة إلى إصلاح القطاع الأمني ومنع اندلاع المواجهات.

اغتيالات وخرائط طريق

وبينما تترقب طرابلس مصير هذه التحركات، جاءت محاولة اغتيال معمر الضاوي، آمر ما يُعرف بالكتيبة 55، في منطقة قرقوزة بورشفانة، لتزيد المشهد تعقيدًا وتؤكد هشاشة الوضع الأمني.

في المقابل، طرحت المبعوثة الأممية للدعم في ليبيا هانا تيتيه خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي خريطة طريق جديدة لمعالجة الأزمة المستمرة منذ أكثر من 15 عامًا.

الخطة ترتكز على ثلاث ركائز أساسية: إعداد إطار انتخابي سليم من الناحية الفنية والسياسية يفضي إلى انتخابات رئاسية وتشريعية، ثم توحيد المؤسسات من خلال تشكيل حكومة جديدة، وأخيرًا إطلاق حوار وطني واسع يضمن مشاركة الليبيين كافة في مناقشة قضايا الحكم والإصلاح.

ماذا بعد؟

ومع احتدام التحركات الميدانية وتزايد الدعوات الدولية للحوار، تبقى طرابلس مدينة فوق صفيح ساخن، يتهددها شبح انفجار جديد قد يبدد أي آمال في الاستقرار، ما لم تُحسم المواجهة عبر صناديق الاقتراع لا عبر سبطانات البنادق.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *