مبعوث ترامب يهين الصحفيين اللبنانيين.. ماذا حدث؟

مبعوث ترامب يهين الصحفيين اللبنانيين.. ماذا حدث؟

ماذا حدث؟

أثار المبعوث الأمريكي توم براك غضب الصحفيين اللبنانيين خلال مؤتمر صحفي في قصر بعبدا الرئاسي، عقب لقائه بالرئيس اللبناني جوزيف عون.

خلال المؤتمر، ارتفعت أصوات الصحفيين وتداخلت أسئلتهم، مما دفع براك للانفعال ومطالبتهم بالصمت، مهددًا بمغادرة المؤتمر.

وفي تصريح صادم، قال براك: “في اللحظة التي يصبح فيها الوضع فوضويًا وحيوانيًا، سنرحل”، موجهًا نصيحة للصحفيين بالتصرف بـ”تحضر ولطف وتسامح”.

كما شبه الفوضى في المؤتمر بالوضع العام في الشرق الأوسط، ملمحًا إلى أن السبب مشترك.

هذه التصريحات أثارت استياء واسعًا، حيث اعتبرها الصحفيون إهانة مباشرة، ورداً على ذلك، أصدرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية بيانًا شديد اللهجة، وصفت فيه كلام براك بأنه “خارج عن أصول اللياقة والدبلوماسية”، مطالبةً إياه ووزارة الخارجية الأمريكية باعتذار علني.

كما أعربت الرئاسة اللبنانية عن أسفها للتصريحات، مؤكدة احترامها للصحفيين ودورهم المهني والوطني.

لماذا هذا مهم؟

تصريحات براك ليست مجرد زلة لسان، بل تحمل دلالات دبلوماسية وثقافية عميقة، فوصف الصحفيين بـ”الحيواني” يعكس، بحسب النقابة، موقفًا استعلائيًا من مبعوث دولة عظمى، مما يثير تساؤلات حول احترام الدبلوماسية الأمريكية للكرامة اللبنانية.

هذا الحدث يسلط الضوء على حساسية التفاعل بين الدبلوماسيين الأجانب والإعلام في سياق لبناني معقد، حيث الصحافة ركيزة أساسية للحرية والتعبير.

استنكار النقابة والرئاسة يعكس رفضًا لما يُنظر إليه كتجاوز على كرامة الإعلام اللبناني، بينما تهديد النقابة بالمقاطعة يشير إلى احتمال تصعيد يؤثر على العلاقات الدبلوماسية.

كما أن الصمت النسبي لبعض وسائل الإعلام المقربة من الولايات المتحدة قد يعزز الشعور بالإهانة، مما يوسع الفجوة بين الأطراف.

ماذا بعد؟

ردود الفعل على تصريحات براك قد تتطور إلى أزمة دبلوماسية إذا لم يصدر اعتذار رسمي.

نقابة محرري الصحافة اللبنانية حذرت من خطوات تصعيدية، مثل مقاطعة زيارات براك، مما قد يعيق الجهود الدبلوماسية الأمريكية في لبنان، خاصة في ظل زيارته لمناقشة قضايا حساسة كنزع سلاح حزب الله.

الرئاسة اللبنانية، رغم أسفها، تجنبت ذكر براك بالاسم، مما قد يُفسر كمحاولة لتهدئة التوترات دون تصعيد مباشر.

على المدى الطويل، قد تدفع هذه الحادثة الإعلام اللبناني إلى تعزيز مطالبه بحماية كرامته المهنية، بينما قد تضطر الولايات المتحدة لمراجعة أسلوب مبعوثيها لتجنب إلحاق الضرر بالعلاقات مع لبنان.

إذا استمر التوتر، فقد يؤثر ذلك على التعاون في قضايا إقليمية حاسمة، مما يعقد المشهد السياسي أكثر.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *