الممر الإنساني والقيود العسكرية.. ماذا تخفي اتفاقية دمشق وتل أبيب؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

تتصاعد التساؤلات في الأوساط الإقليمية والدولية حول ماهية الاتفاق الأمني الذي يجري بحثه بين دمشق وتل أبيب، خاصة بعد إعلان الرئيس السوري أحمد الشرع إحراز تقدم في المحادثات الثنائية مع الجانب الإسرائيلي.

منع تركيا من إعادة بناء الجيش السوري

مصادر إسرائيلية كشفت بعضًا من ملامح الاتفاق، مؤكدة أن إحدى أبرز النقاط تتعلق بمنع تركيا من إعادة بناء الجيش السوري، وهو بند تعتبره إسرائيل ذا أهمية استراتيجية لضمان تقليص أي تهديد محتمل من الشمال.

لا أسلحة استراتيجية داخل سوريا

يتوقف الأمر عند ذلك، إذ ينص الاتفاق أيضًا على حظر إدخال أو نشر أي أسلحة استراتيجية داخل الأراضي السورية، بما في ذلك الصواريخ المتطورة ومنظومات الدفاع الجوي. وبحسب ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية، فإن هذا الشرط يهدف إلى الحفاظ على حرية حركة سلاح الجو الإسرائيلي وتفوقه في أجواء المنطقة.

ممر إنساني ونزع سلاح الجولان

وفي جانب آخر، يتناول الاتفاق إنشاء ممر إنساني يصل إلى جبل الدروز في السويداء، في ظل التوترات المتعلقة بالطائفة الدرزية وما يرتبط بها من مساعدات إنسانية.

كما يتضمن الاتفاق بندًا حساسًا يتعلق بنزع السلاح من مرتفعات الجولان السورية، المنطقة التي تمثل بؤرة توتر مزمنة منذ احتلالها من قبل إسرائيل عام 1967.

إعادة إعمار بدعم أميركي وعربي

إلى جانب البنود الأمنية والعسكرية، يتضمن الاتفاق المرتقب تعهدات بإعادة إعمار سوريا بدعم أميركي ومساعدات عربية، وذلك في إطار مساعٍ لإعادة الاستقرار الداخلي مع الحد من النفوذ الإيراني داخل الأراضي السورية.

الشرع من جانبه شدد على أن الاتفاق الجاري بحثه سيرتكز على العودة إلى خط الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في مرتفعات الجولان، وهو الخط الذي جرى تحديده منذ عام 1974.

يُذكر أنه عقب الإطاحة بالنظام السوري السابق في ديسمبر الماضي، دفع الجيش الإسرائيلي بقواته إلى جبل الشيخ وسيطر على شريط أمني بعمق 15 كيلومتراً في بعض المناطق جنوب سوريا، كما بسط نفوذه على المنطقة العازلة بين الجانبين، وهو ما يجعل أي اتفاق جديد محاطًا بترقب شديد ومخاوف من تداعياته الإقليمية.

ماذا بعد؟

يبقى السؤال الأبرز: هل ينجح الاتفاق الأمني المرتقب بين دمشق وتل أبيب في إعادة رسم خريطة النفوذ داخل سوريا والمنطقة؟ فبين وعود إعادة الإعمار وضمانات الحد من النفوذ الإيراني، وبين قيود عسكرية صارمة على دمشق، يظل مصير الاتفاق مرهونًا بمدى قبول الأطراف الإقليمية والدولية ببنوده، خصوصًا تركيا وإيران.

ومع استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في الجنوب السوري، يترقب الجميع ما إذا كان هذا الاتفاق سيشكل بداية لمرحلة استقرار جديدة أم أنه مجرد هدنة مؤقتة تخفي وراءها جولة صراع أخرى.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *