ماذا حدث؟
نفذت إسرائيل غارات جوية على أهداف تابعة للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، رداً على إطلاق الحوثيين صاروخاً جديداً يحمل ذخائر فرعية على إسرائيل.
استهدفت الغارات موقعاً عسكرياً بالقرب من القصر الرئاسي، ومحطتي كهرباء، ومخزن وقود، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 67 آخرين، وفقاً لتلفزيون المسيرة التابع للحوثيين.
شارك أكثر من عشر طائرات مقاتلة إسرائيلية في العملية، التي استهدفت مواقع تبعد حوالي 2000 كيلومتر عن إسرائيل.
وأكدت القوات الإسرائيلية أن الغارات جاءت رداً على هجمات الحوثيين المتكررة ضد إسرائيل، بينما أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن الصاروخ الحوثي كان يحمل لأول مرة ذخائر فرعية مصممة للانفجار عند الاصطدام، لكنه لم يتسبب بإصابات في تل أبيب، حيث سقطت شظايا الاعتراض.
لماذا هذا مهم؟
هذا التصعيد يعكس امتداد الصراع الإقليمي بين إسرائيل والجماعات المدعومة من إيران، حيث يُعد الحوثيون جزءاً من “محور المقاومة”.
الغارات الإسرائيلية على صنعاء، وهي الأحدث في سلسلة ردود على هجمات الحوثيين منذ بدء حرب غزة في أكتوبر 2023، تُظهر تصميم إسرائيل على ردع التهديدات بعيدة المدى.
تصريحات رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع كاتس تعكس لهجة متشددة تهدف إلى فرض تكلفة باهظة على الحوثيين، بينما دعم المرشد الإيراني خامنئي لهجمات الحوثيين يؤكد الدعم الإيراني.
هذا الوضع يزيد من التوترات الإقليمية، خاصة مع استمرار الحوثيين في استهداف إسرائيل و السفن المرتبطة بها في البحر الأحمر، مما يؤثر على التجارة العالمية.
كما أن استخدام صواريخ متقدمة يشير إلى تطور قدرات الحوثيين، مما يثير قلق إسرائيل وحلفائها.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن يستمر التصعيد المتبادل، حيث أكد الحوثيون عزمهم على مواصلة دعم غزة حتى رفع الحصار ووقف العدوان.
إسرائيل قد تعزز عملياتها العسكرية ضد أهداف حوثية، وربما تستهدف مواقع إمداد إيرانية، مما قد يوسع الصراع.
الولايات المتحدة وحلفاؤها، عبر عمليات مثل “حارس الازدهار”، قد يزيدون من ضرباتهم على الحوثيين لحماية الملاحة في البحر الأحمر.
ومع ذلك، التكاليف الباهظة للعمليات البعيدة والمخاطر البيئية للغارات على منشآت مثل مخازن الوقود قد تحد من استدامة هذا النهج.
الدبلوماسية، خاصة عبر وساطة دول مثل عُمان، قد تكون الحل الوحيد لتخفيف التوتر، لكن نجاحها يعتمد على تراجع الأطراف عن مواقفهم المتشددة، وهو أمر يبدو بعيد المنال حالياً.