ماذا حدث؟
وجه محمد صدر، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، اتهامات خطيرة لروسيا، متهماً إياها بتسريب معلومات حساسة عن مواقع الدفاع الجوي الإيرانية لإسرائيل خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً في يونيو 2025.
صدر، في مقابلة تلفزيونية وتصريحات صحفية، أشار إلى أن روسيا زودت إسرائيل بتفاصيل عن منظومات الدفاع الجوي مثل “إس-300” و”باور-373″، مما مكن إسرائيل من استهدافها بدقة، ما أدى إلى تدمير جزء كبير من الدفاعات الإيرانية.
كما اتهم صدر إسرائيل باغتيال الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، معتبراً ذلك رسالة تحذيرية من إسرائيل.
هذه الاتهامات جاءت في سياق توتر العلاقات بين طهران وموسكو، حيث أشار صدر إلى أن التحالف الاستراتيجي مع روسيا “لا قيمة له”، مستشهداً برفض موسكو تسليم إيران منظومات “إس-400” ومقاتلات “سوخوي-35” رغم الشراكة الموقعة في يناير 2025.
لماذا هذا مهم؟
هذه الاتهامات تمثل تصعيداً غير مسبوق في العلاقات بين إيران وروسيا، الحليفين الاستراتيجيين منذ بدء الحرب الأوكرانية عام 2022، حيث زودت إيران روسيا بطائرات مسيرة وصواريخ.
التسريب المزعوم يكشف عن هشاشة الثقة بين البلدين، خاصة أن روسيا اكتفت بإدانات لفظية للهجمات الإسرائيلية دون تقديم دعم عسكري أو دبلوماسي فعال.
الاتهامات تسلط الضوء على ميل روسيا المزعوم نحو إسرائيل، حيث تحافظ موسكو على علاقات اقتصادية وثقافية مع تل أبيب، مدفوعة بحضور الجالية اليهودية الروسية.
كما تعكس خيبة أمل إيران من تأخر روسيا في تسليم أسلحة متطورة، مما دفع طهران للبحث عن بدائل صينية مثل منظومات “HQ-9B”.
هذا التوتر قد يعيد تشكيل التحالفات الإقليمية، خاصة مع سعي إيران لتعزيز دفاعاتها بعد خسائرها في الحرب.
ماذا بعد؟
الاتهامات قد تدفع إيران لتقليص اعتمادها على روسيا والتوجه نحو الصين لتلبية احتياجاتها الدفاعية، كما يظهر من صفقاتها الأخيرة مع بكين.
من المحتمل أن تستجيب روسيا بدبلوماسية حذرة لتجنب تصعيد الخلاف، مع الحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل.
إيران قد تسعى لتعزيز قدراتها الاستخباراتية لمواجهة التسريبات المستقبلية، بينما تواصل إسرائيل استغلال نقاط الضعف الإيرانية.
التوتر قد يؤثر على التعاون العسكري بين موسكو وطهران في أوكرانيا، وربما يدفع إيران للبحث عن حلفاء جدد أو تعزيز قدراتها المحلية.
في الوقت ذاته، قد تستغل الولايات المتحدة هذا الخلاف لزيادة الضغط على إيران، مما يعقد الديناميكيات الإقليمية.
