ماذا حدث؟
في 23 أغسطس 2025، أعلنت فصائل درزية مسلحة في محافظة السويداء، جنوب سوريا، عن توحيدها تحت راية “قوات الحرس الوطني” بقيادة الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية.
هذا التشكيل، الذي يضم 30 فصيلًا محليًا مثل “قوات سيف الحق” و”قوات الفهد”، يهدف إلى ملء الفراغ الأمني بعد انهيار مؤسسات الدولة، وضبط السلاح العشوائي، وحماية الهوية الدرزية.
لكن الفصيل البارز “حركة رجال الكرامة” رفض الانضمام، معتبرًا أن التشكيل يفتقر إلى “صوت العقل”، بينما انتقد القيادي ليث البلعوس تسميته كنسخة من “الحرس الثوري” الإيراني، مشيرًا إلى ارتباط بعض الفصائل بأعمال إجرامية سابقة.
يأتي هذا بعد اشتباكات دامية في يوليو 2025 بين دروز وعشائر بدوية، أدت إلى نزوح 200 ألف شخص، وتدخل حكومي للتهدئة.
لماذا هذا مهم؟
تشكيل “الحرس الوطني” يعكس تعميق الانقسامات في السويداء، حيث ترفض فصائل بقيادة الهجري الاندماج تحت سلطة دمشق، معتبرةً إياه تهديدًا لهويتها الدرزية.
هذا الرفض، إلى جانب اتهامات الرئيس السوري أحمد الشرع بأن بعض القيادات تستقوي بإسرائيل، يثير مخاوف من تصعيد التوترات الطائفية والسياسية.
غياب “رجال الكرامة” و”أحرار جبل العرب”، الداعمين لدمشق، يشير إلى صراع داخلي بين الدروز حول مستقبل المحافظة: استقلال ذاتي أم اندماج وطني.
كما أن التشكيل يثير قلقًا من استغلال خارجي، خاصة مع تقارير عن دعم إسرائيلي محتمل للدروز، مما قد يعزز الانقسامات في سوريا.
الفراغ الأمني، مع انتشار السلاح وتهريب المخدرات، يجعل هذا التشكيل محاولة لفرض النظام، لكنه قد يؤدي إلى صدامات مع قوات الحكومة أو فصائل أخرى.
ماذا بعد؟
مستقبل “الحرس الوطني” يعتمد على قدرته على تحقيق الاستقرار دون إثارة نزاعات جديدة.
إذا استمر رفض دمشق، فقد تتجه السويداء نحو الحكم الذاتي، مما يعزز الانقسامات الإقليمية في سوريا، خاصة إذا تلقت دعمًا خارجيًا. الحكومة السورية قد ترد بمحاولات لفرض سيطرتها، مما يهدد بتجدد العنف.
التعاون المعلن مع التحالف الدولي ضد الإرهاب قد يمنح “الحرس” شرعية مؤقتة، لكنه يحتاج إلى دعم محلي أوسع، خاصة من فصائل مثل “رجال الكرامة”.
جهود التهدئة، مثل اجتماعات وجهاء الدروز، قد تخفف التوتر، لكن استمرار الخلافات حول القيادة والمرجعية قد يعيق الوحدة.
على المدى الطويل، يتطلب الاستقرار في السويداء حوارًا شاملًا بين دمشق والفصائل المحلية، مع ضمانات لحماية الهوية الدرزية دون تقسيم البلاد.