هل ينجح ترامب في مواجهة تجار المخدرات باستخدام الجيش؟

هل ينجح ترامب في مواجهة تجار المخدرات باستخدام الجيش؟

ماذا حدث؟

في أغسطس 2025، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يسمح باستخدام القوة العسكرية ضد عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية، مصنفًا إياها كمنظمات إرهابية.

تم نشر ثلاث مدمرات صاروخية قبالة سواحل فنزويلا لاعتراض شحنات المخدرات، مع التركيز على كارتل السينالوا المكسيكي، ترين دي أراغوا الفنزويلي، وMS-13 السلفادوري.

ترامب، منذ تنصيبه في يناير 2025، صنّف هذه الجماعات كمنظمات إرهابية، وأضاف في يوليو “كارتل الشموس” الفنزويلي إلى القائمة.

السلطات المكسيكية، بقيادة الرئيسة كلوديا شينباوم، رفضت التدخل العسكري الأمريكي، مؤكدة على التعاون وليس “الغزو”.

في الوقت نفسه، نفذت المكسيك عمليات ترحيل جماعي لزعماء العصابات ونشرت الحرس الوطني لتأمين الحدود.

لماذا هذا مهم؟

تركيز ترامب على استخدام الجيش يهدف لمكافحة تهريب الفنتانيل، المسؤول عن ارتفاع وفيات الجرعات الزائدة في أمريكا منذ 2013.

لكن التاريخ يُظهر فشل هذه الاستراتيجية، كما حدث في المكسيك عام 2006 عندما أعلن الرئيس فيليبي كالديرون الحرب على الكارتلات، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف واختفاء أكثر من 100 ألف شخص.

الكارتلات، كشبكات لامركزية، تتكيف بسرعة مع استهداف قادتها، مما يزيد العنف بدلاً من القضاء عليه.

التدخل العسكري الأمريكي قد يثير معاداة محلية، حيث تروج الكارتلات نفسها كحماة للمجتمعات ضد التدخل الأجنبي.

في فنزويلا، “كارتل الشموس” ليس كيانًا موحدًا، مما يجعل العمليات العسكرية ضده غير فعالة.

ماذا بعد؟

نجاح استراتيجية ترامب مشكوك فيه، فالعمليات العسكرية قد تعطل شحنات مؤقتًا، لكنها لن توقف تجارة الفنتانيل بسبب مرونة الكارتلات وتنوع طرق التهريب.

رفض المكسيك للتدخل العسكري قد يحد من فعالية العمليات، مع استمرار التعاون في تبادل المعلومات وترحيل المجرمين، والتدخل قد يؤدي إلى تصعيد العنف أو تعزيز دعم الكارتلات محليًا.

بدلاً من ذلك، قد تكون الإجراءات غير العسكرية، مثل معالجة الطلب المحلي على المخدرات وتنظيم صناعة الأدوية الأمريكية، أكثر فعالية.

إذا استمر ترامب في هذا النهج، فقد يواجه مقاومة دبلوماسية وداخلية، مما يعقد الأزمة بدلاً من حلها.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *