ماذا حدث؟
في تطور دراماتيكي شهدته مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، اعتقلت قوات الأمن فجر الجمعة السياسي الكردي المعارض لاهور شيخ جنكي، بعد ساعات من اشتباكات مسلحة دامية خلّفت قتلى وجرحى بين صفوف القوات الأمنية.
اشتباكات دامية وحصيلة ثقيلة
المواجهات اندلعت قبيل الفجر عندما شنّت قوات الأمن عملية لاعتقال جنكي وشقيقه بولاد، اللذين كانا متحصنين داخل فندق يملكانه في حي راقٍ بالسليمانية.
العشرات من المسلحين الموالين لهما حاولوا التصدي، ما أسفر عن مقتل 3 من عناصر الأمن بينهم منتسب في قوات مكافحة الإرهاب وآخر في “الأسايش” وثالث من قوات “الكوماندوز”، إضافة إلى إصابة 19 آخرين، بحسب مسؤولين أكراد.
وخلال العملية، أصيب بولاد جنكي في ساقه قبل أن يتم اعتقاله، فيما اضطر لاهور إلى تسليم نفسه. شهود عيان أكدوا أن أعمدة دخان أسود ارتفعت من موقع الاشتباك جراء اندلاع حريق في الفندق.
لماذا هذا مهم؟
لاهور شيخ جنكي، المولود عام 1975، كان في الماضي أحد أبرز قادة الاتحاد الوطني الكردستاني، الحزب التاريخي الذي تهيمن عليه أسرة طالباني.
غير أن خلافاته المتصاعدة مع ابنَي عمّه، بافل وقباد طالباني، أبعدته منذ عام 2021 عن مراكز القرار والمناصب الأمنية الحساسة التي شغلها، وصولاً إلى تأسيسه حزبه المستقل “جبهة الشعب” عام 2024، والذي حصل على مقعدين في برلمان الإقليم.
وكان جنكي قد شغل لسنوات طويلة منصب مدير جهاز مكافحة الإرهاب في السليمانية، ثم رئاسة وكالة استخبارات تابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، قبل أن ينشق عن الحزب ويخوض مساراً سياسياً معارضاً.
القضاء يتحرك
المتحدث باسم محكمة السليمانية، القاضي صلاح حسن، أوضح أن القضاء أصدر الخميس أمر اعتقال بحق جنكي وعدد من معاونيه بتهمة تشكيل مجموعة تهدد الأمن والاستقرار، لافتاً إلى أن العقوبة قد تصل إلى السجن 7 سنوات إذا ثبتت التهم. المديرية العامة لمكافحة الإرهاب أكدت بدورها أن أحد عناصرها قُتل خلال تنفيذ القرار القضائي.
ماذا بعد؟
اعتقال جنكي جاء بعد أقل من أسبوعين على توقيف المعارض السياسي شاسوار عبد الواحد، زعيم حركة الجيل الجديد، ما يثير مخاوف الناشطين من تصاعد حملة تستهدف الأصوات المعارضة داخل الإقليم الذي لطالما قدّم نفسه كواحة استقرار في بلد عانى عقوداً من الحروب والنزاعات.
ويقول ناشطون إن ما يجري يعكس حجم الفساد والانتهاكات التي تطال حرية التعبير والتجمع، في وقت تتزايد فيه التوترات السياسية داخل السليمانية بين مراكز القوى التقليدية والوجوه المعارضة الصاعدة.