غزة تدخل المجاعة رسميًا.. الأمم المتحدة: جريمة حرب مكتملة الأركان

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في سابقة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، دخول غزة مرحلة المجاعة رسميًا، بعد أشهر من التحذيرات المتكررة بشأن تفاقم الوضع الإنساني وانعدام الأمن الغذائي.

تحذيرات أممية صادمة

وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أكد في مؤتمر صحفي بجنيف أن ما تشهده غزة “مجاعة كان من الممكن تفاديها بالكامل”، لولا ما وصفه بـ”العرقلة الممنهجة” لإدخال المساعدات الغذائية.

وأضاف أن آلاف الأطنان من المساعدات ما زالت متكدسة عند الحدود، محملًا إسرائيل مسؤولية هذا الوضع، ومؤكدًا أن “المجاعة يجب أن تؤرق ضمير العالم بأسره”.

وصمة عار جماعية

فليتشر شدد على أن ما يحدث يمثل “لحظة عار جماعي”، بينما وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الوضع بأنه كارثة من صنع الإنسان، محذرًا: “لا يمكن السماح باستمرار هذه المأساة دون عقاب”.

وأكد أن “تجويع المدنيين لأغراض عسكرية يُعتبر جريمة حرب”، داعيًا إلى وقف إطلاق النار فورًا وفتح المعابر والسماح بدخول الإمدادات الإنسانية بلا قيود.

500 ألف يواجهون الجوع الكارثي

بحسب خبراء الأمم المتحدة، يواجه نصف مليون فلسطيني مستويات جوع “كارثية”، فيما أكد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره روما أن مدينة غزة، التي تغطي نحو 20% من مساحة القطاع، تعيش حالة مجاعة بالفعل.

مسؤولية إسرائيل

مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اعتبر أن المجاعة “نتيجة مباشرة لإجراءات الحكومة الإسرائيلية”، مشيرًا إلى أن الوفيات الناجمة عن التجويع قد ترقى إلى “جريمة قتل عمد”.

أما المفوض العام لوكالة “الأونروا”، فيليب لازاريني، فقال إن “شهورًا من التحذيرات لم تجدِ نفعًا”، مضيفًا: “المجاعة الآن مؤكدة.. وهي مجاعة مصممة ومتعمدة من قِبل حكومة إسرائيل”.

دعوة عاجلة للتحرك

لازاريني شدد على أن وقف انتشار المجاعة ما زال ممكنًا عبر وقف إطلاق النار والسماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بدورها، مضيفًا: “الوقت ليس غدًا، بل الآن”.

ماذا بعد؟

على الجانب الآخر، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية ما جاء في تقرير الأمم المتحدة، مؤكدة في بيان: “لا توجد مجاعة في غزة”، ومعتبرة أن الإعلان “يستند إلى أكاذيب حركة حماس التي تروّج لها منظمات دولية لها أجنداتها الخاصة”.

بهذا الإعلان، تُسجَّل غزة كأول منطقة في الشرق الأوسط تشهد مجاعة مُعترف بها دوليًا، وسط اتهامات متصاعدة لإسرائيل بارتكاب جريمة حرب عبر سياسة التجويع، في حين يبقى الشعب الفلسطيني في القطاع يواجه شبح الموت جوعًا على مرأى ومسمع العالم.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *