ماذا حدث؟
عقد لقاء في باريس بين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، بوساطة المبعوث الأمريكي توم براك، لمناقشة الأوضاع في جنوب سوريا، خاصة السويداء.
ركز اللقاء، الثاني خلال شهر بعد انقطاع دبلوماسي دام 25 عامًا، على خفض التصعيد، عدم التدخل في الشؤون السورية، ودعم استقرار السويداء عبر مراقبة وقف إطلاق النار وإعادة تفعيل اتفاق فصل القوات لعام 1974.
كما التقى براك بشيخ عقل الدروز في إسرائيل موفق طريف، الذي طالب بمعبر إنساني “درزي-درزي” لدعم السويداء.
لماذا هذا مهم؟
تأتي المباحثات وسط توترات في السويداء بعد اشتباكات يوليو 2025 بين فصائل درزية وعشائر بدوية، أسفرت عن مئات القتلى ونزوح 200 ألف شخص.
إسرائيل، التي تدعم الدروز بدعوى حمايتهم، تسعى لإنشاء ممر إنساني إلى السويداء، بينما ترفض سوريا أي تدخل أجنبي، مؤكدة على سيادتها.
الرئيس السوري أحمد الشرع رفض دعوات درزية للتدخل الإسرائيلي، محذرًا من محاولات تقسيم سوريا.
الوساطة الأمريكية تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار ومنع تصعيد قد يهدد استقرار المنطقة، لكن إسرائيل متهمة باستغلال الأزمة لتعزيز نفوذها عبر منطقة عازلة أو تقسيم طائفي.
ماذا بعد؟
الاتفاق على خفض التصعيد ومراقبة وقف إطلاق النار قد يؤدي إلى تهدئة مؤقتة في السويداء، لكن رفض سوريا للممر الإنساني الإسرائيلي يعكس تمسكها بالسيادة، مما قد يعيق التقدم.
إسرائيل قد تواصل الضغط عبر غارات أو دعم فصائل درزية، مما يهدد بتجدد الاشتباكات إذا لم تُعالج التوترات الطائفية.
نجاح الحوار يعتمد على قدرة الوساطة الأمريكية على تحقيق توازن بين مطالب إسرائيل الأمنية وسيادة سوريا.
على المدى الطويل، تحتاج سوريا إلى حوار وطني شامل لمعالجة الانقسامات الداخلية ومنع استغلالها خارجيًا، وإلا فإن السويداء قد تبقى نقطة توتر إقليمي.