ماذا حدث؟
دراسة جديدة أجراها باحثون من تحالف “بايوفيرسيتي” و”CIAT” التابع لـ CGIAR، كشفت عن علاقة بين سوء التغذية لدى الأطفال واندلاع الصراعات في نيجيريا.
ركزت الدراسة على تأثير تغير المناخ على أنظمة الغذاء، مُظهرةً أن ارتفاع درجات الحرارة والجفاف يؤديان إلى فشل المحاصيل وانخفاض دخل الأسر، مما يتسبب في سوء تغذية حاد (الهزال) لدى الأطفال.
الهزال، وهو انخفاض حاد في وزن الطفل مقارنة بطوله بسبب نقص الغذاء أو المرض، يُعد مؤشرًا مبكرًا للتوتر الاجتماعي.
في نيجيريا، حيث تعاني 8.8 مليون شخص من أزمة تغذية في الشمال الشرقي، و12,000 طفل في منطقة بحيرة تشاد مصابون بالهزال، أظهرت الدراسة أن هذا التوتر قد يدفع الأفراد للانضمام إلى جماعات مسلحة لتأمين الغذاء أو الحماية.
استخدم الباحثون بيانات من مسوحات الصحة الديموغرافية النيجيرية مع بيانات المناخ والصراع لتتبع هذه العلاقة.
لماذا هذا مهم؟
الدراسة تُبرز أن تغير المناخ لا يؤدي مباشرة إلى العنف، بل يُفاقم سوء التغذية، الذي يُصبح بدوره محفزًا للصراعات في مناطق هشة مثل شمال وشمال شرق نيجيريا، حيث النظم الزراعية ضعيفة وشبكات الأمان محدودة.
الهزال، المسؤول عن 20% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة عالميًا، يُعتبر إشارة تحذيرية لانهيار اجتماعي، مما يجعله أداة للتنبؤ بالصراعات.
هذا الاكتشاف يُغيّر فهمنا للعلاقة بين المناخ والأمن، مؤكدًا أن الجوع قد يكون شرارة الصراعات أكثر من الأسلحة.
الدراسة توصي بدمج بيانات التغذية في أنظمة الإنذار المبكر لتوقع الصراعات ومنعها، مع التركيز على التكيف الغذائي الحساس للمناخ.
ماذا بعد؟
إدماج بيانات سوء التغذية في أنظمة الإنذار المبكر يمكن أن يساعد في منع الصراعات من خلال معالجة أزمات الغذاء مبكرًا.
الاستثمار في برامج التكيف الزراعي ودعم المناطق الضعيفة، مثل شمال نيجيريا، قد يقلل من المعاناة الإنسانية ومخاطر العنف.
على المدى الطويل، يتطلب الأمر سياسات عالمية تربط المناخ بالأمن الغذائي، مع تدخلات مبكرة لمنع تحول أزمات التغذية إلى صراعات مسلحة.
إذا أُهملت هذه العلاقة، فقد تتفاقم الأزمات في مناطق مثل بحيرة تشاد، مما يهدد الاستقرار الإقليمي.