ماذا حدث؟
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عرض جديد لإنهاء الحرب في غزة، مشروط بإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، ونزع سلاح حماس والقطاع بالكامل، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة، وإقامة سلطة حاكمة ليست حماس أو السلطة الفلسطينية، تعيش بسلام مع إسرائيل.
نتنياهو أكد في مقابلة مع “آي 24 نيوز” رفضه للاتفاقيات الجزئية، مشددًا على إعادة جميع الأسرى.
في الوقت نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي عن خطة لنقل سكان غزة إلى مناطق “آمنة” في الجنوب، مع تزويدهم بخيام ومعدات عبر معبر كرم أبو سالم، بعد تفتيشها.
هذا يتزامن مع تصعيد عسكري، حيث نفّذ الجيش غارات أسفرت عن مقتل 9 مدنيين، بينهم 6 أطفال، في النصيرات، مع استمرار القصف على أحياء الصبرة والبريج.
لماذا هذا مهم؟
العرض الإسرائيلي يعكس موقفًا متشددًا يهدف إلى تفكيك قدرات حماس العسكرية والسياسية، مع فرض سيطرة إسرائيلية كاملة على غزة، مما يثير إدانات عربية ودولية بسبب تأثيره على المدنيين.
تقدر إسرائيل وجود 50 أسيراً، 20 منهم أحياء، بينما تحتجز أكثر من 10,800 فلسطيني، وقد أبدت حماس استعدادها لإطلاق الأسرى مقابل وقف الحرب وانسحاب إسرائيل، لكن شروط نتنياهو تعرقل المفاوضات، خاصة مع خطة الاحتلال الكامل للقطاع.
نقل السكان إلى الجنوب وتدمير البنية التحتية يزيدان من الأزمة الإنسانية، حيث قتلت الحرب 61,897 فلسطينيًا وأصابت 155,660، مع 9,000 مفقود ومجاعة أودت بحياة 251 شخصًا.
وتصاعدت تظاهرات في تل أبيب تطالب بصفقة وعدم توسيع الحرب، مما يعكس انقسامًا داخليًا.
ماذا بعد؟
نجاح العرض يعتمد على قبول حماس بشروط قد تُنهي وجودها كقوة سياسية وعسكرية، وهو أمر مستبعد حاليًا.
الوسطاء (مصر وقطر) يعملون على مقترح جديد يتضمن هدنة وتبادل أسرى، لكن تصلب المواقف يعيق التقدم.
إسرائيل قد تمضي في خطتها للسيطرة على مدينة غزة، مما يهدد بمزيد من الخسائر المدنية وتصعيد دولي.
الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل، مع ضغط ترامب لإنهاء الحرب سريعًا، قد يدفع نحو مفاوضات مكثفة، لكن رفض حماس للشروط قد يؤدي إلى احتلال كامل.
على المدى الطويل، تحتاج غزة إلى إعادة إعمار وسلطة حكم توافقية، لكن ذلك يتطلب تنازلات من كلا الطرفين.
