ماذا حدث؟
نشرت القناة 12 الإسرائيلية تصريحات مثيرة لرئيس جهاز “الموساد” الأسبق أهارون حاليفا، تناول فيها أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
حاليفا وصف ما جرى بأنه “أكبر بكثير من مجرد حادث عابر”، مشيرًا إلى فشل استخباري واسع النطاق داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
خلال حديثه، انتقد حاليفا أداء القيادات العسكرية، خاصة رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي، الذي – بحسب قوله – اعتمد على تقارير مضللة واتسم بـ”جنون العظمة”.
كما شنّ هجومًا على وزراء الحكومة، وفي مقدمتهم إيتمار بن غفير وبتسئيل سموتريتش، واصفًا إياهم بأنهم “عديمو الخبرة”.
الأكثر إثارة للجدل كان تصريحاته حول غزة، حيث دعا إلى قتل 50 ألف فلسطيني، بمن فيهم الأطفال، باعتبار ذلك “رسالة للأجيال القادمة” و”نكبة ضرورية” على حد وصفه.
لماذا هذا مهم؟
تمثل تصريحات حاليفا اعترافًا علنيًا نادرًا من شخصية استخبارية بارزة بحجم الكارثة التي مثّلها هجوم “طوفان الأقصى” بالنسبة لإسرائيل، خاصة مع تشبيهه بالهجمات التاريخية مثل بيرل هاربر و11 سبتمبر.
الأخطر هو أن تصريحاته حول “قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين” تكشف عن ذهنية انتقامية تتجاوز الأطر العسكرية لتقترب من الدعوة إلى إبادة جماعية، وهو ما يضع إسرائيل أمام مزيد من الانتقادات الدولية المتعلقة بجرائم الحرب في غزة.
كما أن هجومه على الوزراء اليمينيين المتشددين يسلط الضوء على عمق الانقسام داخل المؤسسة الإسرائيلية بين النخبة الأمنية التقليدية والحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو.
ماذا بعد؟
تصريحات حاليفا مرشحة لإشعال سجال سياسي وأخلاقي واسع داخل إسرائيل، بين من يعتبرونها اعترافًا صريحًا بضرورة إعادة بناء المنظومة الأمنية، ومن يرفضون ما يصفونه بـ”التشكيك في الجيش زمن الحرب”.
أما على المستوى الخارجي، فقد تزيد هذه التصريحات من حدة الضغوط الدولية على إسرائيل، خصوصًا مع استمرار عملياتها العسكرية في غزة والتصريحات المتكررة لمسؤوليها حول “إسرائيل الكبرى”.
في المقابل، يُتوقع أن تواصل الحكومة الإسرائيلية المضي في خططها للتصعيد، بما في ذلك احتلال كامل لقطاع غزة، وسط تحذيرات من أن الخطاب المتطرف قد يدفع المنطقة نحو جولة جديدة من العنف وعدم الاستقرار.