الاتفاق الأمني بين العراق وإيران.. لماذا تخشاه أمريكا؟

الاتفاق الأمني بين العراق وإيران.. لماذا تخشاه أمريكا؟

ماذا حدث؟

في أغسطس 2025، وقّع العراق وإيران مذكرة تفاهم أمنية خلال زيارة علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إلى بغداد، بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.

وقّع المذكرة مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي ونظيره الإيراني لاريجاني، بهدف تطوير اتفاق أمني سابق من عام 2023، يركز على تعزيز التعاون الأمني الحدودي، التنسيق الاستخباري، ومنع التسلل عبر الحدود المشتركة.

تضمن الاتفاق الأصلي نزع سلاح الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة في إقليم كردستان ونقل مقارها بعيدًا عن الحدود.

ومع ذلك، لم يتم الكشف عن تفاصيل كاملة للاتفاق الجديد، مما أثار جدلاً واسعًا داخل العراق وخارجه، خاصة في واشنطن، التي عبرت عن قلقها من احتمال منح إيران نفوذًا أكبر على حساب السيادة العراقية.

لماذا هذا مهم؟

الاتفاق الأمني يثير مخاوف الولايات المتحدة لعدة أسباب:

أولاً، يُنظر إليه كجزء من استراتيجية إيران لتعزيز نفوذها الإقليمي، خاصة بعد تضرر برنامجها النووي في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، مما قد يدفع طهران لاستغلال العراق للإفلات من العقوبات الدولية.

ثانيًا، يتزامن توقيت الاتفاق مع نقاشات برلمانية عراقية حول قانون الحشد الشعبي، الذي تخشى واشنطن أن يمنح الميليشيات الموالية لإيران استقلالية مالية وإدارية، مما يجعلها “دولة داخل الدولة” على غرار الحرس الثوري الإيراني.

المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أكدت أن واشنطن تدعم السيادة العراقية، لكنها تعارض أي تشريعات أو اتفاقيات تجعل العراق تابعًا لإيران.

تصريحات السفير الأمريكي السابق جيمس جيفري تشير إلى أن الاتفاق قد يمنح إيران سيطرة فعلية على الحدود، مما يسمح بنقل أسلحة أو موارد دون إشراف، وهو ما يهدد الشراكة الأمنية الأمريكية-العراقية.

هذا التوتر يعكس صعوبة موقف العراق في تحقيق توازن بين علاقاته مع إيران وواشنطن.

ماذا بعد؟

الاتفاق يضع العراق في موقف دقيق، حيث يحتاج إلى طمأنة الولايات المتحدة بأن المذكرة لا تحتوي بنودًا سرية تقوّض سيادته أو تعاونَه مع واشنطن.

تصريحات المستشارية الأمنية العراقية أكدت أن الاتفاق يهدف فقط لتطوير التنسيق الحدودي دون تغيير جوهري، لكن التوتر مع واشنطن قد يتصاعد إذا أُقر قانون الحشد الشعبي.

الولايات المتحدة قد تزيد ضغوطها، كما فعلت بسحب إعفاءات استيراد الطاقة من إيران، للحد من النفوذ الإيراني، وإيران، بدورها، قد تستغل الاتفاق لتأمين حدودها استعدادًا لصراع محتمل مع إسرائيل.

العراق بحاجة إلى دبلوماسية حذرة للحفاظ على سيادته دون استعداء أي طرف، بينما يواجه ضغوطًا داخلية من قوى موالية لإيران، وإذا لم تُدار الأزمة بحكمة، قد يتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات بين واشنطن وطهران.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *