الساحل السوري تحت وطأة الحرائق والهجمات المسلحة.. ما وراء الكواليس؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في مشهد يختلط فيه لهيب النيران بدويّ الرصاص، يعيش الساحل السوري أيامًا عصيبة مع تصاعد موجة الحرائق وانتشار الهجمات المسلحة في مناطق عدة من ريفي اللاذقية وطرطوس.

منذ منتصف الأسبوع، تشهد قرى ريف جبلة جنوب شرقي اللاذقية حالة استنفار غير مسبوقة، بعدما امتدت النيران من سهل الغاب في ريف حماة إلى بيت ياشوط وعين الشرقية، لتلتهم مساحات واسعة من الغابات وسط مشاركة مكثفة من الأهالي جنبًا إلى جنب مع فرق الدفاع المدني في محاولات مستمرة للسيطرة على النيران.

تحذيرات من كارثة بيئية

إبراهيم الحسين، مسؤول برنامج البحث والإنقاذ والإطفاء في الدفاع المدني، حذر من أن تهديدات الحرائق ما زالت قائمة في أرياف حماة وإدلب وحمص واللاذقية وطرطوس، مشيرًا إلى أن هذه الموجة الشديدة من النيران تهدد الغطاء النباتي السوري وتفاقم آثار الجفاف، بما ينعكس سلبًا على البيئة والمناخ والحياة اليومية.

تحديات الإطفاء في الجبال

عمليات الإطفاء تتواصل بوتيرة عالية، خصوصًا في منطقتي بروما وارا بجبل الأكراد، ومنطقتي كسب واليمضية بريف اللاذقية الشمالي، حيث تعيق الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة والتضاريس الجبلية الوعرة جهود السيطرة على النيران.

لماذا هذا مهم؟

تداعيات الكارثة لم تقتصر على الطبيعة، إذ أجبرت الحرائق أكثر من 1120 شخصًا على النزوح من منازلهم، فيما وصل عدد المتضررين إلى نحو 5 آلاف، بينهم أطفال ومرضى ومسنون تدهورت صحتهم بسبب الدخان الكثيف الذي غطى سماء مدينة حماة وأجزاء من ريف إدلب الجنوبي.

تصعيد أمني متزامن

وفي خضم هذه الأزمة البيئية، شهدت المنطقة تصعيدًا أمنيًا، إذ أعلنت السلطات عن هجوم نفذته مجموعات من “الفلول” استهدف آلية عسكرية للجيش في ريف اللاذقية، دون وقوع خسائر بشرية.

وحذرت القوى الأمنية هذه المجموعات من أي محاولات لزعزعة استقرار الساحل السوري، مؤكدة أنها ستواجه أي تهديد بالقوة.

السلطات الأمنية أوضحت أنها نفذت مؤخرًا سلسلة من “العمليات النوعية” التي أسفرت عن تفكيك خلايا مسلحة وضرب بنيتها القيادية في الساحل، في محاولة لاحتواء التوتر الأمني المتزامن مع الكارثة البيئية.

ماذا بعد؟

بهذا المشهد المزدوج بين حرائق تلتهم الجبال وهجمات تهدد الاستقرار، يقف الساحل السوري على حافة اختبار صعب، حيث تتقاطع الأزمات البيئية مع التحديات الأمنية في معركة مفتوحة على أكثر من جبهة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *