ماذا حدث؟
منذ عقد ونصف، كانت ساعات رولكس المستعملة تُعامل كإكسسوار فاخر يتباهى به الأثرياء، لكن الواقع تغيّر جذريًا؛ إذ تحوّلت إلى أصول استثمارية صلبة، تضاهي وربما تتفوق على أرباح العقارات ومؤشرات الأسهم العالمية.
دراسة حديثة بمناسبة مرور 15 عامًا على تأسيس شركة Bob’s Watches الأمريكية، المتخصصة في إعادة بيع الساعات الفاخرة، كشفت عن قفزة استثنائية في قيمة ساعات رولكس المستعملة بنسبة تفوق 550% منذ عام 2010، وهو أداء تخطى سوق العقارات ومؤشر S&P 500، مؤكّدًا مكانة هذه القطع كرمز رغبة متجددة وأصل استثماري فريد.
قفزات تاريخية في القيمة
يكفي أن نتخيل أن ساعة Submariner أو GMT-Master II، التي كان يمكن شراؤها في 2010 بنحو 2000 دولار، تُباع اليوم بما يقارب 13 ألف دولار.
حتى أكثر المحللين تفاؤلًا لم يتوقعوا هذه الطفرة.طراز Datejust الأنيق ارتفع بنسبة 639%، بينما قفز سعر GMT-Master II بأكثر من 500%، مدفوعًا بإصدارات شهيرة بين هواة الجمع مثل “بيبسي” و”باتمان”.
تحوّل السوق من الغموض إلى التنظيم
ما كان يُعتبر في السابق سوقًا ضيقًا محفوفًا بالمخاطر، أصبح اليوم منظّمًا وشفافًا، بفضل الشغف من جهة، والوضوح في الأسعار من جهة أخرى، كما يوضح بول ألتيري، مؤسس Bob’s Watches: “لسنوات، لم يكن أحد يعرف القيمة الحقيقية للساعة، وكان لا بد من بناء الثقة أولًا”.
أربع محطات فارقة
تحليل السوق يُظهر أربع مراحل رئيسية:
1. قفزة أولى بين 2010 و2015، حيث تضاعفت الأسعار نحو ثلاث مرات.
2. فترة استقرار نسبي حتى 2020.
3. طفرة غير مسبوقة خلال الجائحة، جعلت من الساعات ملاذًا استثماريًا ومتعة شخصية في الوقت نفسه.
4. منذ 2022، شهد السوق تصحيحًا واستقرارًا دون خسارة القيمة المكتسبة.
نماذج صامدة أمام الأزمات
بعض الطرازات مثل Submariner أثبتت قوتها، إذ لم تفقد سوى 8% من قيمتها بعد الجائحة، ما يعكس أن الأناقة المدروسة قادرة على تجاوز الأزمات بلا انكسار.
لماذا هذا مهم؟
عشاق رولكس يؤكدون أن الأمر يتجاوز حسابات الربح والخسارة، فالساعة بالنسبة لهم رمز متوارث وقطعة ميكانيكية مشبعة بالعاطفة، تجمع بين الفخامة العملية والاستثمار طويل الأمد.
ففي عالم سريع التغيّر، تظل رولكس بالنسبة لمقتنيها بمثابة بوصلة داخلية تحفظ إحساسهم بالزمن وتوثّق مسيرتهم فيه.
ماذا بعد؟
مع استمرار الاهتمام العالمي بالساعات الفاخرة، يتوقع خبراء السوق أن يظل الطلب على رولكس المستعملة قويًا، خاصة مع محدودية الإنتاج السنوي وتزايد أعداد هواة الجمع.
