ماذا حدث؟
في عام 2025، اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفاً تجارياً عدوانياً تجاه الصين، الاقتصاد الثاني عالمياً، عبر فرض تعريفات جمركية مرتفعة، بدأت بـ20% في بداية ولايته الثانية، وصولاً إلى 145% في منتصف الربيع، مما شكل حصاراً تجارياً فعلياً.
بحلول مايو، خفضت المفاوضات التعريفات إلى 30%، وهو مستوى لا يزال مرتفعاً مقارنة بالتاريخ الحديث.
حقق ترامب مكاسب ملموسة، مثل شراء الصين لفول الصويا الأمريكي ووقف تحقيقات مكافحة الاحتكار ضد شركات أمريكية.
تدفقت عشرات المليارات من إيرادات التعريفات إلى الخزانة الأمريكية، بينما ارتفع سوق الأسهم إلى مستويات قياسية، وانتعش الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني، مع ارتفاع طفيف في التضخم.
في المقابل، حافظت الصين على قوتها عبر تنويع أسواق تصديرها إلى أمريكا الجنوبية وإفريقيا، محققة فائضاً تجارياً قياسياً بقيمة 586 مليار دولار في النصف الأول من 2025. كما أجبرت الصين الولايات المتحدة على تخفيف قيود تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي، مثل رقائق Nvidia H20.
لماذا هذا مهم؟
استراتيجية ترامب العدوانية تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الأمريكي وكبح الصين، التي يراها تهديداً أمنياً واقتصادياً.
تحقيق مكاسب مثل إيرادات التعريفات وانتعاش السوق يعزز صورته كقائد قوي، لكن نجاحه قصير الأمد حتى الآن.
الصين، بقيادة شي جين بينغ، تملك أوراق قوة كبيرة، حيث تسيطر على 90% من معالجة المعادن الأرضية النادرة الحيوية للصناعات الدفاعية والإلكترونية، وتبطئ تصديرها للضغط على أمريكا.
كما أن قدرتها على إيجاد أسواق بديلة قللت من تأثير التعريفات، مما يظهر مرونة اقتصادية.
قرار ترامب بالسماح بتصدير رقائق الذكاء الاصطناعي يعكس تنازلاً استراتيجياً، مدفوعاً بحاجة أمريكا للمعادن النادرة.
تأخير شي للقاء مع ترامب يعزز نفوذه، مما يجعل الصراع التجاري معركة متكافئة، حيث يوازن كل طرف بين الضغط والتنازلات.
ماذا بعد؟
نجاح ترامب التجاري يعتمد على استمرار التفاوض لخفض التعريفات مع ضمان تدفق المعادن النادرة، لكن تباطؤ نمو الوظائف قد يهدد الانتعاش الاقتصادي.
الصين ستحافظ على استراتيجيتها بتوسيع أسواقها واستغلال سيطرتها على الموارد الحيوية للضغط على أمريكا.
إذا فشلت المفاوضات، قد يعود ترامب إلى تعريفات مرتفعة، مما يخاطر برد صيني يشمل تقييد المعادن أو تصعيد التوترات الجيوسياسية.
دبلوماسياً، قد يسعى ترامب للقاء شي لتأمين صفقة طويلة الأمد، لكن الأخير سيحافظ على نهجه المتأني.
مع توقعات بخفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، قد يستمر تفاؤل السوق الأمريكي، لكن أي اضطراب في العلاقات قد يؤدي إلى تقلبات اقتصادية عالمية.