ماذا حدث؟
في مقابلة مع قناة “آي 24” العبرية، نشرت تفاصيلها صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في 12 أغسطس 2025، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن شعوره بأنه في “مهمة تاريخية وروحية” مرتبطة بشدة برؤية “إسرائيل الكبرى”.
هذه الرؤية، حسب مزاعم إسرائيلية، تشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من الأردن، ولبنان، وسوريا، ومصر.
استخدمت عبارة “إسرائيل الكبرى” بعد حرب 1967 للإشارة إلى مناطق مثل القدس الشرقية، الضفة الغربية، وغزة، وسيناء، والجولان.
عندما سُئل عما إذا كان يمثل “الشعب اليهودي”، أجاب نتنياهو أنه في “مهمة أجيال”، مؤكداً شعوره بالمسؤولية التاريخية والروحية.
في يناير 2025، نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية خريطة تدعم هذه الرؤية، مدعية تاريخاً يهودياً يمتد لآلاف السنين.
في المقابل، انتقد رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، إدارة نتنياهو لحرب غزة، معتبراً أنها “فشلت في كل شيء” منذ 7 أكتوبر 2023، ودعا إلى حل إقليمي يشمل الاعتراف بدولة فلسطينية.
لماذا هذا مهم؟
تصريحات نتنياهو تعكس طموحاً إيديولوجياً مثيراً للجدل، حيث ترتبط “إسرائيل الكبرى” بمزاعم تاريخية ودينية تثير قلق دول الجوار والمجتمع الدولي.
هذه الرؤية، التي تتجاوز حدود إسرائيل الحالية، تتعارض مع القانون الدولي ومبدأ حل الدولتين، مما يزيد التوترات الإقليمية.
تأكيد نتنياهو على “مهمة أجيال” يشير إلى التزامه الشخصي بهذا الهدف، ربما لتعزيز دعمه بين اليمين المتطرف داخل إسرائيل، خاصة في ظل الضغوط الداخلية والخارجية.
انتقادات أولمرت تكشف انقساماً داخلياً، حيث يرى ضرورة التفاوض مع الفلسطينيين وإيران لتحقيق استقرار إقليمي، ويعتبر نهج نتنياهو كارثياً، مسبباً انقساماً اجتماعياً وخسارة الثقة الدولية.
هذا الخطاب يعكس صراعاً بين رؤيتين: توسعية متشددة (نتنياهو) وبراغماتية دبلوماسية (أولمرت)، مما يؤثر على مستقبل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والعلاقات الإقليمية.
ماذا بعد؟
تصريحات نتنياهو قد تُستخدم لتعبئة قاعدته السياسية، لكنها تعرض إسرائيل لانتقادات دولية ومقاومة من دول عربية، خاصة الأردن ومصر، اللتين رفضتا سابقاً أي محاولات لضم أراضيهما.
استمرار هذا الخطاب قد يعرقل مفاوضات السلام ويزيد عزلة إسرائيل، كما حذر أولمرت.
دبلوماسياً، قد تدفع الضغوط الأمريكية نتنياهو لتخفيف لهجته، خاصة مع إدارة ترامب التي تدعم إسرائيل لكنها تسعى لتوسيع اتفاقات أبراهام.
إذا أصر نتنياهو على رؤيته، فقد يواجه تصعيداً إقليمياً، خاصة مع ردود فعل محتملة من حزب الله أو إيران.
على النقيض، نهج أولمرت المقترح، الذي يركز على الاعتراف بدولة فلسطينية والتفاوض مع القوى الإقليمية، قد يفتح آفاقاً لاستقرار طويل الأمد، لكنه يتطلب تغييراً جذرياً في القيادة الإسرائيلية.