ماذا حدث؟
شهدت صناعة الذكاء الاصطناعي (AI) طفرة غير مسبوقة في 2025، حيث أنتجت عشرات المليارديرات الجدد بفضل جولات تمويل ضخمة لشركات مثل Anthropic، Safe Superintelligence، OpenAI، وAnysphere.
وفقاً لـ CB Insights، هناك الآن 498 شركة ذكاء اصطناعي “يونيكورن” (بقيمة تتجاوز المليار دولار) بإجمالي 2.7 تريليون دولار، منها 100 تأسست منذ 2023.
على سبيل المثال، جمعت ميرا موراتي 2 مليار دولار لشركتها Thinking Machines Lab بقيمة 12 مليار دولار، بينما وصلت قيمة Anthropic إلى 170 مليار دولار، مما جعل مؤسسيها، مثل داريو أمودي، مليارديرات.
ارتفاع أسهم شركات مثل Nvidia وMeta وMicrosoft، إلى جانب شركات البنية التحتية مثل CoreWeave (التي وصلت قيمتها إلى 23 مليار دولار عند طرحها العام)، عزز هذا الاتجاه.
في مارس، قدر Bloomberg أن أربع شركات ذكاء اصطناعي كبرى خلقت 15 مليارديراً بثروة مشتركة 38 مليار دولار.
لماذا هذا مهم؟
تُعد هذه الطفرة أكبر موجة خلق ثروة في التاريخ الحديث، متجاوزة عصر الدوت كوم، وفقاً لأندرو مكافي من معهد ماساتشوستس للتقنية.
معظم هذه الثروات “ورقية”، محصورة في شركات خاصة، لكن الأسواق الثانوية وصفقات الاستحواذ (مثل استثمار Meta بـ 14.3 مليار دولار في Scale AI) بدأت توفر السيولة.
يتركز هذا الازدهار في وادي السيليكون، حيث تضاعف عدد المليونيرات خلال عقد، وتجاوز عدد المليارديرات في سان فرانسيسكو (82) نظيره في نيويورك (66).
هذا التركيز يعزز الاقتصاد المحلي، مع مبيعات قياسية للعقارات الفاخرة ورأس المال الاستثماري (35 مليار دولار في 2024).
لكن هذه الثروات غير السائلة تشكل تحدياً لشركات إدارة الثروات، حيث يميل رواد الذكاء الاصطناعي إلى إعادة استثمار أموالهم في شركات تقنية مماثلة، كما حدث في عصر الدوت كوم.
ماذا بعد؟
مع الطروحات العامة (IPOs) والاستحواذات، ستصبح هذه الثروات أكثر سيولة، مما يوفر فرصاً تاريخية لشركات إدارة الثروات.
لكن، كما يشير سيمون كرينسكي من Pathstone، قد يعيد رواد الذكاء الاصطناعي تشكيل إدارة الثروات باستخدام التقنيات الجديدة، كما فعل مؤسسو الدوت كوم مثل جيم كلارك مع MyCFO.
في النهاية، سيحتاج هؤلاء الأثرياء إلى خدمات تقليدية مثل التخطيط الضريبي والإرثي والخيري، مما سيجبرهم على التنويع بعيداً عن الاستثمارات التقنية المتقلبة.
دون تنويع، قد يواجهون مخاطر انهيار السوق، كما حدث في 2000، ورغم أن هذه الطفرة قد تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، لكنها تثير تساؤلات حول الاستدامة والتوزيع العادل للثروة.