كيف سيقوم ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا؟

كيف سيقوم ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا؟

ماذا حدث؟

في أغسطس 2025، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر مبعوثه ستيف ويتكوف، باستعداده لوقف إطلاق النار في أوكرانيا مقابل تنازل كييف عن منطقة دونباس الشرقية (دونيتسك ولوغانسك) وتثبيت ضم القرم، التي سيطرت عليها روسيا عام 2014.

أعلن ترامب عن لقاء مرتقب مع بوتين في ألاسكا يوم 15 أغسطس لمناقشة إنهاء الحرب، مشيراً إلى أن الحل سيستند إلى “تبادل أراضٍ”. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض التنازل عن الأراضي، مؤكداً أن أي اتفاق بدون مشاركة أوكرانيا لن يحقق السلام، وأن دستور بلاده يمنع التفريط بأراضيها.

يأتي ذلك بعد فشل مفاوضات سابقة في إسطنبول في مايو 2025، حيث رفضت روسيا وقف إطلاق نار غير مشروط، بينما تواصل قواتها التقدم في دونباس، مما يعزز موقف بوتين التفاوضي.

لماذا هذا مهم؟

الحرب في أوكرانيا، التي بدأت في فبراير 2022، أودت بحياة عشرات الآلاف ودمرت البنية التحتية، مما يجعل إنهاؤها أولوية عالمية.

اقتراح بوتين يهدف إلى تثبيت مكاسبه العسكرية، حيث تسيطر روسيا حالياً على حوالي 18% من أوكرانيا، بما في ذلك القرم وأجزاء من دونباس.

موقف ترامب، الذي يعتمد على دبلوماسية شخصية و”صنع الصفقات”، يعكس رغبته في تحقيق إنجاز دبلوماسي كبير، ربما لدعم طموحه لجائزة نوبل للسلام، كما أظهر نجاحه في وساطة السلام بين أذربيجان وأرمينيا.

لكن استبعاد زيلينسكي من المحادثات المباشرة يثير مخاوف أوكرانية وأوروبية من أن ترامب قد يقدم تنازلات على حساب سيادة أوكرانيا.

كما أن التوترات داخل حلف الناتو وقلق أوروبا من تراجع الدعم الأمريكي قد يضعفان موقف كييف، خاصة مع استمرار الضغوط الاقتصادية والعسكرية على روسيا.

ماذا بعد؟

السيناريوهات المحتملة لإنهاء الحرب تشمل خمسة مسارات رئيسية.

أولاً، وقف إطلاق نار غير مشروط مستبعد بشدة، إذ يرفض بوتين تجميد خطوط المواجهة الحالية مع تقدم قواته.

ثانياً، قد تؤدي مفاوضات ترامب-بوتين إلى اتفاق مؤقت يجمّد الخطوط بحلول الشتاء، مما يمنح روسيا وقتاً لتعزيز مكاسبها.

ثالثاً، إذا صمدت أوكرانيا بدعم غربي، قد يضطر بوتين للتفاوض من موقع أضعف بحلول 2026.

رابعاً، في حال تراجع الدعم الأمريكي، قد تواجه أوكرانيا هزيمة كارثية، مما يعزز تقدم روسيا ويهدد استقرار أوروبا.

أخيراً، قد تؤدي خسائر روسيا البشرية والاقتصادية إلى انهيار داخلي، مشابه لتجربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، لكن هذا يعتمد على استمرار العقوبات وفشل الكرملين دبلوماسياً.

نجاح أي سيناريو يتطلب إشراك زيلينسكي لضمان شرعية الاتفاق، بينما سيحدد موقف أوروبا والناتو مدى قدرة أوكرانيا على الصمود أو التفاوض بشروطها.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *