من الوعد إلى الانسحاب.. بريطانيا في قلب النكبة الفلسطينية

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

منذ عام 1917، حين أصدر وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور وعده بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ظلت بريطانيا في قلب الصراع، بين دعم واضح للمشروع الصهيوني ومحاولات محدودة لإنصاف الفلسطينيين، دون اعتراف بمسؤوليتها عن ما ترتب على ذلك من مآسٍ.

وعد بلفور.. البداية التي فجّرت كل شيء

في نوفمبر 1917، أعلن وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور دعم بلاده لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، مشروطًا بعدم المساس بحقوق السكان الأصليين، لكن ذلك شكّل عمليًا بداية الاستعمار البريطاني الذي بدأ بمعارك غزة والقدس وصولًا إلى شمال فلسطين عام 1918.

شرعنة الاحتلال.. الانتداب البريطاني يدخل حيز التنفيذ

في مؤتمر سان ريمو 1920، مُنحت بريطانيا تفويضًا دوليًا بفرض الانتداب على فلسطين، مدمجًا بوعد بلفور، ورغم رفض الفلسطينيين، دخل حيز التنفيذ عام 1923 وبدأت مرحلة توتر متصاعد.

من صامويل إلى الحسيني.. إدارة متوترة وتفجّر للصراعات

في مارس 1921، عيّنت بريطانيا المندوب السامي اليهودي صامويل هربرت، الذي دعم الحركة الصهيونية، ما أدى لاشتباكات دامية في القدس ويافا، دفعت لندن لاحقًا لتعيين أمين الحسيني مفتياً للقدس لتهدئة الغضب الشعبي.

ثورة البراق 1929.. أول تمرّد دموي ضد الاحتلال البريطاني

في أغسطس 1929، اندلعت ثورة واسعة بسبب محاولة اليهود السيطرة على حائط البراق، وامتدت إلى الخليل وصفد، وقُمعت بوحشية، وأُعدم ثلاثة مناضلين في سجن عكا، لتُشعل دماؤهم شرارة الكفاح المسلح.

الكفاح المسلح يشتعل بقيادة القسّام

بعد إعدامات عكا، ظهرت أولى الحركات السرية المسلحة ضد الاحتلال، بقيادة الشيخ عز الدين القسّام، الذي استشهد في معركة أحراش يعبد عام 1935، ليصبح رمزًا للمقاومة، وتندلع بعدها الثورة الكبرى عام 1936 ضد الانتداب والتوسع الاستيطاني.

لجنة بيل 1937.. مشروع تقسيم مرفوض عربيًا

مع تصاعد الثورة، شكلت بريطانيا لجنة بيل التي اقترحت تقسيم فلسطين (75% للعرب و25% لليهود)، فرفض العرب، واستمرت الثورة حتى 1939 حين أصدرت بريطانيا “الكتاب الأبيض” لتقليص الهجرة دون وقف المشروع الصهيوني.

النكبة.. خروج بريطانيا وولادة الكارثة

عام 1947، امتنعت بريطانيا عن التصويت على قرار تقسيم فلسطين، وانسحبت قواتها في 14 مايو 1948، لتُعلن إسرائيل قيام دولتها مستفيدة من دعم بريطانيا، التي اعترفت بها أولًا بحكم الأمر الواقع ثم رسميًا عام 1950.

انسحاب بريطاني.. وتراجع في التأثير

منذ خمسينيات القرن الماضي، تراجع دور بريطانيا في القضية الفلسطينية، ورغم دعمها لإسرائيل في حربي 1956 و1967، أعلنت دعمها لحل الدولتين منذ الثمانينيات دون تنفيذ فعلي.

منظمة التحرير.. اعتراف متأخر ومحسوب

رغم اعتراف الأمم المتحدة بمنظمة التحرير في 1975، لم تبدأ لندن تواصلها الرسمي إلا في 1980. وبعد مدريد وأوسلو، اعترفت بها كممثل شرعي للفلسطينيين وسمحت بفتح بعثة دبلوماسية فلسطينية، لكنها رفضت الاعتراف بدولة فلسطين.

2012.. الموقف الرمادي في الأمم المتحدة

في نوفمبر 2012، امتنعت بريطانيا عن التصويت على منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو، مشترطة عودة الفلسطينيين إلى المفاوضات دون شروط، رغم الإدانة المتكررة للاستيطان الإسرائيلي والتزامها النظري بحل الدولتين.

2022.. الفلسطينيون يقاضون بريطانيا بسبب وعد بلفور

في خطوة نادرة، رفعت منظمات فلسطينية دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية أمام محكمة بريطانية، مطالبةً بمحاسبتها على وعد بلفور ونتائجه. ارتكزت الدعوى على أن الوعد شكّل الأساس القانوني والسياسي لتهجير الفلسطينيين، وطالبت باعتذار رسمي وتعويضات.

2025.. الاعتراف المشروط بدولة فلسطين يشعل الجدل

مع تصاعد عدوان إسرائيل على غزة منذ أكتوبر 2023، تعرّضت بريطانيا لضغوط متزايدة. وفي 29 يوليو 2025، أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر إذا لم توقف إسرائيل الحرب، بين من اعتبره خطوة رمزية ومن رآه تحولاً في موقف لندن.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *